اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص138
اللقاح، ويطلق على الأحياء التي تتكاثر بهذه الطريقة الأحياء الولودة البكر. ولعلنا نلمس نموذج ذلك في بعض الأحياء مثل نجمة البحر ودودة القز. وملكة النحل لا تغشى الزنبورسوى مرّة واحدة طيلة عمرها فتتحول البويضات المركبة من خلية جنسية أنثوية إلىعاملات، أمّا البويضات التي لا تتركب من خلايا جنسية أنثوية فهي تخرج من الجهازالتناسلي للملكة دون عملية اللقاح وتواصل نموها وتتحول إلى زنابير ذكرية.
أضف إلى ذلك فإنّ بعض الأحياء المجهرية كالميكروبات والبكتريا والفايروسات تتكاثر دون عملية لقاح. كما تتكاثر الأميبا عن طريق الإنشطار.
وتوصل بعض العلماء إلى حقيقة قدرة بعض النساء على الحمل والإنجاب دون الجماع وصرحوا بأنّ بعض الغدد لدى المرأة يمكنها التكاثر والإنجاب دون الحاجة إلى عمليةاللقاح.
فيتضح ممّا مرّ أنّ بعض النساء البكر يمكنها الولادة دون لقاح وقد تحققت هذه القضيةلدى البعض منهنّ وعلى هذا الأساس تتضح قضية حمل السيدة مريم عليها السلام دون عمليةاللقاح. وقد صرح القرآن الكريم بشأن المراحل الابتدائية لحملها قائلاً:
« فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَارُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً – قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنتَ تَقِيّاً – قَالَ إِنَّمَآأَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِاَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً – قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌوَلَمْ أَكُ بَغِيّاً- قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَىَّ هَيِّنٌ»(1)
، وعليه لا يستبعد أن تكون هنالك بعض العوامل المجهولة التي أثرت على الخلايا الجنسية للسيدة مريم كسائر المحركات فأوجبت الولادة والنمو.
وبالطبع فإنّ الهدف من ولادة السيد المسيح عليه السلام أنّ اللَّه خلق بشراً كمظهر لقدرته فكانت ولادته المجازية ليتمّ الحجّة على بني اسرائيل الذين لم يستجيبوا للأنبياء الذين بعثوا من بعد موسى بن عمران عليه السلام . (2) فاللَّه الذي خلق مادة الحياة الأولى وأول خلية حية، واللَّه الذي
(1) سورة مريم، الآية 21 – 17.
(2) لعل الآية «وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ» )الآية 21) إشارة إلى هذا الموضوع.