اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص56
يسلب الإنسان إرادته واختياره في العمل والقول والسكون والحركة فيفوض زمام أموره لقوة عنيفة، فمثل هذه الأمّة لا تستفيد من قدراتها الطبيعية وليس لديها من دافع للسعي والعمل، فهي تتجه من عالم الوجود إلى العدم»(1) .
ولعل انتشار هذه التهم والإفتراءات والإستنتاجات الخاطئة في الأوساط الأوربيةدفعت بالمرحوم السيد جمال الدين الأسد آبادي حين أقامته في باريس إلى تصنيف رسالةفي الدفاع عن مسألة القضاء والقدر لينشرها في المجلة الأسبوعية «العروة الوثقى» حيث جاء فيها:
«فظنّ البعض من الأوربيين أنّ لا فرق بين القضاء والقدر والمذهب الجبر، والإنسان الذي يؤمن بالقدر لكن علق في الهواء لتبعث به الريح هنا وهناك؛ والإيمان بالقدر يسلب الإنسان إرادته واختياره في العمل والقول والسكون والحركة فيفوض زمام أموره لقوّةعنيفة، فمثل هذه الأمّة لا تستفيد من قدراتها الطبيعية وليس لديها من دافع للسعي والعمل،فهي تتجه من عالم الوجود إلى العدم»(2) .
(1) حضارة العرب والمسلمين، ص 141 .
(2) العروة الوثقى، ص 50 و 51.