پایگاه تخصصی فقه هنر

اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص12

وقد أثبت الفلاسفة حدوث المادة بواسطة الأدلة الفلسفية، حيث أصبح حدوث المادةمن المسائل الواضحة للعلوم الطبيعية بعد اكتشاف القانون الثاني للثرموداينمك والأنثروبية)اضمحلال العالم وانخفاض الحرارة وأنّ جميع الأجسام تسير من الحرارة إلى البرودة(.

وإليك بحث مقتضب بهذا الشأن:

إنّ أول من اكتشف حدوث المادة والطاقة عن طريق العلوم الطبيعية وبرهن على حدوث عالم الخليقة هو «اسحاق نيوتن». حيث استنتج من مطالعاته ودراساته: أنّ العالم يسير من النظم والترتيب إلى العشوائية والانحلال، وسيأتي اليوم الذي تتساوى فيه حرارة جميع الأجسام، ومن هنا توصل إلىنتيجة مؤداها أنّ لهذا العالم بداية. ثم اعتقد بعد مطالعته للحرارة أنّ مقداراً من الطاقة في جميع التغييرات التي تطرأ على الحرارة يتحول إلى طاقةضائعة دون أن تتحول هذه الطاقة الضائعة إلى طاقة يمكن الاستفادة منها )القانون الثاني للثرموداينمك(.

وأدرك «بولتزمن» العالم الرياضي المشهور أنّ القانون الثاني للحرارة والحركة حالةخاصة لقاعدّة كلية أنّ التحول في الحرارة في كافّة الحركات يتضمن تبدل الطاقة وتبعثرنظام الذرات واضمحلال الخليقة.

توضيح ذلك:

وفقاً لقانون الثرموداينمك الثاني؛ أي قانون الحرارة الذي يصطلح عليه بالأنثروبي فإنّ حرارة الأجسام الحارة تسري إلى الأجسام الباردة، ولا يمكن حدوث العكس تلقائيا. والحقيقة فإنّ الأنثروبي هو نسبة القوّة غير القابلة للاستفادة إلى القابلةللاستفادة، ومن المسلم به علمياً أنّ الأنثروبي آخذ بالأزدياد، ولو كان العالم أزلياً وليس له بداية لتساوت حرارة جميع الأجسام قبل مدّة مديدة ولما بقيت قوّة قابلة للاستفادةوبالنتيجة لما حدث أي تفاعل كيميائي ولانعدمت الحياة على الأرض، لكننا نشاهداستمرار التفاعلات الكيميائية وتجدد مظاهر الحياة على الأرض.

والخلاصة:

أنّ العالم يتجه إلى حالة تبلغ فيها الأجسام جميعاً درجة متشابهة من التسافل وانعدام الطاقة الاستهلاكية واستمالة الحياة، ولو لم تكن للعالم بداية وكان موجوداً