پایگاه تخصصی فقه هنر

اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص10

العدم« بمعنى أنّ العدم منشأ الوجود وأساسه وأنّه المادة المكونة له. بل مرادهم أنّ العالم لم يكن ثم كان، دون أن يكون للعدم أدنى مدخلية في ظهوره وتكونه.

وأوضح من ذلك:

أنّ الماديين الذين يعتقدون بأنّ ذرات العالم قديمة وأزلية وغيرمسبوقة بعدم، ويقابل ذلك الإعتقاد الإسلامي الذي يرى حدوث جميع الذرات وسبقهاالعدم، اطلقوا تلك العبارة في أنّ العالم خلق من العدم، أي لو تصفحنا أوراق الوجود وعدناإلىالوراء، فإننا سنبلغ نقطة تنتهي فيها أوراق الوجود وسوف لن يكون هنالك أي مظهرللوجود. والردّ على هذه الشبهة ما ذكرناه آنفا، ولو اغضضنا الطرف عمّا ذكر، فإنّ هذه الشبهة ترد على أصحاب النزعة المادية، ذلك أنّ القديم عندهم المادة وذرات العالم، وأمّاالصور والأشكال التي تظهر من تركب هذه الذرات فستكون حادثة قطعاً ومسبوقة بعدم،بمعنى أنّها تكونت من العدم. فمليارات الأحياء والنباتات مثلاً لها صور جوهرية وأشكال معينة ظهرت من تركيب الذرات، والقديم والأزلي من وجهة نظر المادي بالنسبة للإنسان والحيوان والنبات والنجوم إنّما يتمثل في ذراتها، وأمّا الصورة الخاصة الإنسانية والشكل الحيواني والنباتي لكل فرد منها حادث؛ أي لم يكن ثم صار لاحقاً.

مثال آخر: تأخذ بيدك قلما وترسم صورة على لوح. فالذي كان سابقاً مادة الصورة)القلم( لا نفس الصورة، والصورة شي ء لم يكن ثم كان فيما بعد، وعليه فنحن نطرح هذاالسؤال على الماديين بشأن ظهور الصور فنقول: كيف ظهرت هذه الصور الجوهرية)كالإنسان الخارجي( والعرضية )كالصورة التي ترسم على الورقة( من العدم، وكل ما يجيب عنه الماديون بشأن ظهور هذه السلسلة من الصور والأشكال، هو ذاته الذي نجيب عنه بشأن ظهور المادة.