الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج17-ص204
 ( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وهن شر غالب لمن غلب ) 
ومنهم كعب بن زهير وكان قد هدر الله دمه ، فورد إلى المدينة مستخفيا ، فقام إليه بعد صلاة الصبح ممتدحا فقال :
( بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
متيم إثرها لم يفد مكبول ) 
إلى أن انتهى إلى قوله :
( نبئت أن رسول الله أوعدني
والعفو عند رسول الله مأمول ) 
فقام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال : يا رسول الله هذا كعب بن زهير فاضرب عنقه . فقال : ‘ لا دعه فإنه قد أسلم ‘ وأعطاه بردة كانت عليه ، فابتاعها منه معاوية بن أبي سفيان بعشرة آلاف درهم ، وهي التي مع الخلفاء إلى اليوم .
وقد كان للنبي ( ص ) شعراء منهم حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة ، وكانوا ينشدون الشعر تارة ابتداء ويأمرهم به أخرى ليردوا على من هجاه ، كما قال حسان بن ثابت :
( هجوت محمدا فأجبت عنه
وعند الله في ذاك الجزاء ) 
( أتهجوه ولست له بكفء
فشركما لخيركما الفداء ) 
( فإن أبي ووالده وعرضي
لعرض محمد منكم بقاء ) 
									