پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج17-ص116

يعرفه المسلمون من أيمانهم كقولهم : أهيا اشراهيا ولا بالعشر كلمات التي يدعونها ، ولا يعرفها المسلمون ، ولا باللسان العبراني إذا تكلموا بغيره ، فإن لم يتكلموا إلا به ، ولم يعرفوا غيره أحلفهم به إذا كان في المسلمين من يعرفه .

( فصل )

: وإن كان الحالف نصرانيا أحلفه بالله الذي أنزل الإنجيل على عيسى .

وإن رأى أن يزيد على هذا ، فيقول : الذي أبرأ له الأكمة والأبرص ، وأحي له الموتى بإذنه فعل ، فإن تغلظت يمينه بالمكان ، والزمان كان مكان تغليظها بيع النصارى ، لأنهم يرونها أشرف بقاعهم ، وكان زمان تغليظها في وقت أشرف صلواتهم عندهم .

( فصل )

: فإن كان الحالف مجوسيا ، احلفه بالله الذي خلقني ورزقني .

واختلف أصحابنا : هل يحلفه بالله الذي خلق النار ، والنور .

فقال بعضهم : يحلفه بذلك ، لاختصاصهم بتعظيم النار والنور .

وقال آخرون : لا يحلفهم بذلك ، لأنهم يعتقدون قدم النار والنور . فأما تغليظ يمينه بالمكان والزمان فأجل الأمكنة عندهم بيت النار .

واختلف أصحابنا في تغليظ أيمانهم فيه ، فقال بعضهم : لا تغلظ فيه ، لأنهم يرون تعظيم النار دون البيت الذي فيه النار ، فخالفوا اليهود والنصارى في قصد الكنائس والبيع لصلواتهم ، وعباداتهم ، وقد قال الله تعالى : ( لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ) [ الحج : 40 ] .

وقال آخرون من أصحابنا : بل يحلفون في بيت النار ، لأنهم يرونه أشرف البقاع عندهم ، وإن شرفوه ، لتعظيم النار عندهم .

وأما الزمان فليس لهم صلوات مؤقتات يحلفون فيها ، وإنما لهم زمزمة يرونها قربة ، فإن كانت مؤقتة عندهم أحلفوا في أعظم أوقاتها عندهم ، وإن لم تكن مؤقتة