الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج16-ص281
رجلا نزل بعلي بن أبي طالب فقال له علي : ألك خصم ؟ قال : نعم ، قال : تحول عنا فإني سمعت رسول الله ( ص ) يقول : ‘ لا تضيفوا أحد الخصمين إلا ومعه خصمه ‘ فلذلك لم يجز أن يضيف أحدهما ، وقيل له : إما تضيفهما معا أو تصرفهما معا .
وتأول بعض أصحابنا قول الشافعي : ولا يضيف أحد الخصمين دون صاحبة أي لا يقدمه عليه في مجلسه ، فيضيفه إلى نفسه بتقديمه ، وهذا تأويل بعيد لخروجه عن حقيقة اللفظ إلى مجازه .
قال الماوردي : ينبغي لكل ذي ولاية أن يتنزه عن قبول هدايا أهل عمله .
روى المغيرة بن شبيل عن قيس بن أبي حازم ، عن معاذ بن جبل ، قال : بعثني رسول الله ( ص ) فلما سرت ، أرسل في أثري ، فقال : ‘ أتدري لم بعثت إليك ؟ لا تصيبن شيئا بغير علمي فإنه غلول ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة . لهذا دعوتك فامض لعملك ‘ .
وروى إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عدي بن عمير الكندي قال : سمعت رسول الله ( ص ) على المنبر ، وهو يقول : ‘ ومن استعملناه على عمل فكتمنا مخيطا فما فوقه فهو غلول يأتي به يوم القيامة ‘ .
وروي عن النبي ( ص ) أنه قال : ‘ هدايا الأمراء غلول ‘ .
وروى الشافعي عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن أبي حميد الساعدي قال استعمل رسول الله ( ص ) رجلا من بني أسد يقال له ابن اللتبية على الصدقة ، فلما قدم قال هذا لكم ، وهذا أهدي لي فقام النبي ( ص ) على المنبر وقال : ‘ ما بال العامل نبعثه على بعض أعمالنا فيقول : هذا لكم ، وهذا أهدي لي ؟ ألا جلس في بيت أبيه أو أمه فينظر يهدى إليه أم لا ؟ والذي نفسي بيده لا يأخذ أحد منها شيئا إلا جاء به يوم
