الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج16-ص212
وكتب رسول الله ( ص ) إلى ملوك الأمم يدعوهم إلى الإسلام .
فكتب إلى اثني عشر ملكا منهم كسرى ملك الفرس وقيصر ملك الروم .
فأما كسرى فكتب إليه : ‘ بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبد الله إلى كسرى بن هرمزان أسلموا تسلموا والسلام ‘ .
فلما وصل كتابه مزقه فقال النبي ( ص ) تمزق ملكه .
وكتب إلى قيصر : ‘ بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد بن عبد الله ، إلى قيصر عظيم الروم : ( يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ، أن لا نعبد إلا الله ، ولا نشرك به شيئا ) [ الآية : آل عمران : 64 ] . فلما وصل كتابه قبله ووضعه على رأسه وتركه في المسك فقال النبي ( ص ) : ‘ ثبت ملكه ‘ .
وكتب رسول الله ( ص ) إلى عمرو بن حزم كتابا ذكر فيه الأحكام والزكوات والديات ، فصار في الدين شرعا ثابتا ، وعملا مستفيضا .
وجهز رسول الله ( ص ) جيشا وأمر عليهم عبد الله بن جحش ودفع إليه كتابا مختوما ، وقال : لا تفضه حتى تبلغ موضع كذا ، فإذا بلغته ففضه ، واعمل بما فيه ففضه في الموضع الذي أمره ، وعمل بما فيه ، وأطاعه الجيش عليه .
وكتب الخلفاء الراشدون إلى أمرائهم وقضاتهم بما عملوا عليه في الديانات والسياسات .
وكتب عمر إلى أبي موسى الأشعري عهده على قضاء البصرة وهو مشهور جعله المسلمون أصلا للعهود .
وكتب إلى أبي هريرة : أما بعد : فإنه قد حصر بنا فالوحا الوحا .
وكتب علي بن أبي طالب إلى عبد الله بن عباس : أما بعد فإن الإنسان ليسره درك ما لم يكن ليفوته ، ويسوءه فوت ما لم يكن ليدركه ، فلا تكن بما نلت من دنياك فرحا ، ولا بما فاتك منها ترحا ، ولا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل ويؤخر التوبة بطول أمل ، فكأن قد ، والسلام .
قال ابن عباس : فما انتفعت ولا اتعظت بعد رسول الله ( ص ) بمثل هذا الكتاب .
فدلت هذه السنن والآثار على قبول الكتب في الأحاكم ولأن ضرورات الحكام