الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج15-ص260
وأما القيوم : فمن أسمائه ، واختلف في معناه على أربعة أوجه :
أحدها : أنه القائم بتدبير خلقه .
والثاني : أنه القائم بالوجود .
والثالث : أنه القائم بالأمور .
والرابع : أنه اسم مشتق من الاستقامة .
فإذا حلف بالقيوم كان حالفاً بالله في الظاهر ، فإن عدل به إلى غيره في الباطن جاز ، ولم يكن حالفاً ، لأن معانيه يجوز أن تكون مستعملة في غيره .
فهذه ، وإن كانت من أسماء الله تعالى ، فقد صارت في العرف مستعملة في غيره من المخلوقين .
فإذا حلف بأحدها لم يكن حالفاً بالله تعالى في الظاهر ، إلا أن يريد بها الله تعالى في الباطن ، فيصير بها حالفاً ، ولو كثر استعمالها في الله تعالى ، وقل استعمالها في المخلوقين ، صار حالفاً بها في الظاهر دون الباطن .
أحدهما : يكونه حالفاً بها تغليباً لأسماء الله تعالى ، لأن المقصود به الأيمان في الغالب .
والوجه الثاني : أنه لا يكون حالفاً ؛ لأنها مع تساوي الاحتمال فيه تصير كناية لا يتعلق بها مع فقد الإرادة حكمٌ ، فلو كثر استعمالها في أسماء الله ، وقلت في المخلوقين صار حالفاً بها في الظاهر دون الباطن كالقسم الخامس ، ولو كثر استعمالها في المخلوقين ، وقل استعمالها في الله تعالى لم يكن حالفاً بها في الظاهر ، وإن جاز أن يكون حالفاً بها في الباطن كالقسم السادس .