پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج15-ص259

أحدهما : يجوز ، ولا يصير به حالفاً في الباطن ، إذا قيل : إن معناه المقدر للأشياء بحكمته .

والوجه الثاني : لا يجوز ، ويصير به حالفاً إذا قيل : إن معناه المحدث للأشياء على إرادته .

وأما البارئ : فمن أسمائه تعالى ، وفي معناه وجهان :

أحدهما : أنه المنشئ للخلق .

والثاني : أنه المميز للخلق ، فإذا حلف بالبارئ كان حالفاً في الظاهر ، فإن عدل به في الباطن إلى غيره ، فعلى الوجهين :

أحدهما : يجوز ، ولا يصير به حالفاً إذا قيل : إن معناه المميز للخلق .

والثاني : لا يجوز ، ويصير به حالفاً ، إذا قيل : إن معناه المنشئ للخلق .

( فصل : )

والقسم الخامس من أسمائه ما كان إطلاقه مختصاً بالله تعالى في الظاهر ، وجاز أن يعدل به إلى غيره في الباطن وجهاً واحداً :

أحدهما : المهيمن .

والثاني : القيوم .

فأما المهيمن فهو من أسمائه في العرف ، واختلف في معناه على أربعة أوجه :

أحدها : أنه الشاهد ، قاله قتادة .

والثاني : أنه الأمين ، قاله الضحاك .

والثالث : أنه المصدق ، قاله عبد الرحمن بن زيد .

والرابع : أنه الحافظ .

فإذا حلف بالمهيمن كان حالفاً بالله تعالى في الظاهر ، فإن عدل به إلى غيره من الباطن جاز ، ولم يكن حالفاً .

روي عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أنه قال : إني داعٍ فهيمنوا ، أي : قولوا آمين حفظاً للدعاء ، فسمى القائل آمين مهيمناً ، وقد قال الشاعر في أبي بكر – رضي الله عنه – :

( ألا إن خير الناس بعد نبيه
مهيمنه التاليه في العرف والنكر )

يعني : الحافظ للناس بعده .