الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج15-ص256
واختلف فيه أهل اللغة هل هو اسم علمٍ أو صفة ؟ على وجهين :
أحدهما : أنه اسم علم على غير مشتق من صفة ، لأن جميع أهل الملل قد سموه به ، ولم يختص باللسان العربي .
والوجه الثاني : أنه اسم عربي مشتق من صفته بالرحمة .
واختلفوا في هذه الرحمة المشتق منها الرحمن هل هي رحمة تفرد بها ، أو توجد في العباد مثلها على وجهين :
أحدهما : أنها رحمة توجد في العباد مثلها ، واختصاصه منها باشتقاق لفظ المبالغة في الرحمة ، ومشاركته لخلقه في الرحيم ، فلذلك كان الرحمن مختصاً به ، والرحيم مشتركاً .
والوجه الثاني : أنه مشتق من رحمة تفرد الله بها دون خلقه ، وفي هذه الرحمة التي تفرد بها وجهان :
أحدهما : أنها رحمته لأهل السماء والأرض ، فيكون مشتقاً من رحمة هي صفة لذاته ، لأنه مستحق لهذه الصفة قبل خلقهم .
والوجه الثاني : أنها صفة للرحمة ، فيكون مشتقاً من رحمة هي صفة لفعله ، لأنه مستحق لهذه الصفة بعد خلق الرحمة .
وعلى كلا الوجهين تكون اليمين بهذا الاسم منعقدة في أهل الملل وغيرهم ، كانعقادها بالله سواء قبل اشتقاقه من صفة ذاته ، أو صفة فعله لأنها يمين بالاسم دون الصفة .
أحدهما : أنه مشتق من الوله ، لأن العباد يألهون إليه أي : يدعون إليه في أمورهم .
والوجه الثاني : أنه مشتق من الألوهية وهي العبادة من قوله : فلان يتأله أي : يتعبد .
واختلف على هذين الوجهين هل اشتق اسم الإله من فعل الوله والعبادة أو من استحقاقها على وجهين :
أحدهما : أنه اشتق من فعلها ، فعلى هذا يكون مشتقاً من صفات أفعاله .
والوجه الثاني : أنه مشتق من استحقاقها ، فعلى هذا يكون مشتقاً من صفات ذاته ،