الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج15-ص181
والثاني : أنه أراد في أصحابه بالسهام ، فأضاف رميهم إليه ؛ لأنهم رموا عنه ، ومن قوله : ( وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى ) ( الأنفال : 17 ) تأويلان :
أحدهما معناه : وما ظفرتم إذ رميت ولكن الله أظفركم .
والثاني : أنه أراد ما أرسله من الريح المعينة لسهامهم ، حتى أصابت ، فلما أعانهم الله على الرمي كان كل عون عليه مندوباً إليه .
والدليل عليه من السنة مع الحديث الذي رواه الشافعي في صدر الباب ما رواه الشافعي عن عبد الوهاب عن حميد عن أنس قال كانت ناقة لرسول الله ( ص ) تسمى ‘ العضباء ‘ فكانت لا تسبق ، فجاء أعرابي على قعود له ، فسبقها ، فاشتد ذلك على المسلمين ، وقالوا : يا رسول الله ، سبقت العضباء ، فقال رسول الله ( ص ) : ‘ حقٌّ على الله أن لا يرفع الناس شيئاً إلا وضعه الله ‘ .
وروى الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله ( ص ) ‘ سابق بين الخيل التي قد أضمرت من الحفياء ، وكان أمدها ثنية الوداع ، وسابق بين الخيل التي لم تضمر منه الثنية إلى مسجد بني زريق ، وأن عبد الله بن عمر فيمن سابق لها وقيل : إن من الحفياء إلى ثنية الوداع خمسة أميال ، ومن ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق ثلاثة أميال .
وروى الشافعي عن سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قال : ‘ سابقني رسول الله ( ص ) فسبقته ، فلما حملت اللحم سابقني ، فسبقني ، فقال لي : يا عائشة هذه بتلك ‘ .
وروى الشافعي عن سفيان عن شبيب بن غرقدة عن أبيه عن عروة البارقي قال : سمعت رسول الله ( ص ) يقول : ‘ الخيل معقودٌ بنواصيها الخير إلى يوم القيامة ‘ .
وروى أبو سلمة عن أبي هريرة قال : خرج رسول الله ( ص ) وهم يرمون ، فقال : ‘ ارموا بني إسماعيل ؛ فإن أباكم كان رامياً ، ارموا وأنا مع ابن الأذرع ، فأمسك القوم ، قسيهم ، وقالوا : من كنت معه غلب ، فقال النبي ( ص ) : ارموا وأنا معكم كلكم ‘ .
وروي عن النبي ( ص ) أنه قال لسعد بن أبي وقاص يوم أحد : ‘ ارم فداك أبي وأمي ‘ ، اثنتي عشرة مرة ودعا له ، فقال : ‘ اللهم أجب دعوته ، وسدد رميته ‘ وروي عن النبي ( ص ) أنه قال : ‘ احضروا الهدف ، فإن الملائكة تحضره ، وإن بين الهدفين لروضة من رياض الجنة ‘ .