الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج15-ص166
أحدهما : أنهم طلبوا به علم ما قسم لهم .
والثاني : أنهم التزموا بالقداح مثل ما التزموه بقسم اليمين .
( ذَالِكُمْ فِسْقٌ ) ( المائدة : 3 ) فيه قولان :
أحدهما : أنه راجع إلى الاستقسام بالأزلام .
والثاني : أنه راجع إلى جميع ما تقدم تحريمه .
وفي قوله ( فِسْقٌ ) تأويلان :
أحدهما : كفر قاله السدي .
والثاني : خروج عن طاعة الله وهو قول الجمهور ثم بين بعد المحرمات ، حال نعمه عليهم ، فقال : ( اليَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينَكُمْ ) ( المائدة : 3 ) وفي هذا اليوم قولان :
أحدهما : أنه يوم فتح مكة .
والثاني : أنه يوم حجة الوداع ، وفيما يئسوا به من الدين قولان :
أحدهما : أن يرتدوا عنه .
والثاني : أن يقدروا على إبطاله .
( فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ) أي : لا تخشوهم أن يظهروا عليكم ، واخشوني أن تحالفوا أمري .
( اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) ( المائدة : 3 ) فيه قولان :
أحدهما : أنه يوم عرفة في حجة الوداع ، ولم يعض بعد ذلك إلا إحدى وثمانين ليلة ، وهذا قول ابن عباس والسدي .
والثاني : أنه زمان النبي ( ص ) كله إلى أن نزلت عليه هذه الآية في عرفة وفي إكماله للدين قولان :
أحدهما : أنه إكمال فرائضه وحدوده وحلاله وحرامه ، ولم ينزل بعدها على النبي ( ص ) شيء من الفرائض من تحليل ولا تحريم ، وهذا قول ابن عباس .
والثاني : أن إكماله برفع النسخ عنه بعد هذا الوقت .
فأما الفروض ، فلم تزل تنزل عليه حتى قبض وهذا قول ابن قتيبة .
( وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) ( المائدة : 3 ) فيه قولان :
أحدهما : بإظهاركم على عدوكم .