پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص249

( باب المبارزة )

قال الشافعي رحمه الله : ‘ ولا بأس بالمبارزة وقد بارز يوم بدر عبيدة بن الحارث وحمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب بإذن النبي ( ص ) وبارز محمد بن مسلمة مرحبا يوم خيبر بأمر النبي ( ص ) وبارز يومئذ الزبير بن العوام ياسرا وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم الخندق عمرو بن عبد ود ‘ .

قال الماوردي : المبارزة في قتال المشركين ضربان : إجابة ودعاء .

فأما الإجابة : فهو أن يبتدىء المشرك ويدعو المسلمين إلى المبارزة ، فيجيبه من المسلمين من يبرز إليه ، وهذه الإجابة مستحبة لمن أقدم عليها من المسلمين ، فإن أول حرب شهدها رسول الله ( ص ) يوم بدر ، دعى إلى المبارزة فيها ثلاثة من مشركي قريش وهم عتبة بن ربيعة ، وأخوه شبيبة بن ربيعة ، وابنه الوليد بن عتبة ، فبرز إليهم من الأنصار عوف ومعوذ ابنا عفراء ، وعبد الله بن رواحة ، فقالوا : ليبرز إلينا أكفاؤنا فما نعرفكم ، فبرز إليهم ثلاثة من بني هاشم ، حمزة بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب ، وعبيدة بن الحارث فمال حمزة على عتبة فقتله ، ومال علي على الوليد فقتله واختلف عبيدة وشيبة ضربتين ، أثبت كل واحد منهما صاحبه بها ، فمات شيبة لوقته ، وقدت رجل عبيدة واحتمل حيا فمات بالصفراء ، فقال فيه كعب بن مالك :

( أيا عين جودي ولا تبخلي
بدمعك حقا ولا تنزري )
( على سيد هدنا هلكه
كريم المشاهد والعنصر )
( عبيدة أمسى ولا نرتجيه
لعرف عرانا ولا منكر )
( وقد كان يحمي غداة القتال
لحامية الجيش بالمبتر )

ثم شهد رسول الله ( ص ) بعدها أحدا ، فدعاه أبي بن خلف الجمحي إلى المبارزة وهو على فرس له حلف أن يقتله عليها ، فقال رسول الله ( ص ) : بل أنا أقتله عليها إن شاء الله ، وبرز إليه فرماه بحربة كسر بها أحد أضلاعه بجرح كالخدش ، فاحتمل وهو يخور كالثور فقيل له ما بك ، فقال : والله لو تفل علي لقتلني ثم دعا إلى المبارزة في حرب الخندق عمرو بن عبد ود فلم يجبه من المسلمين أحد ، ثم دعا إليها في اليوم