الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص56
ثم بعث بعده سرية غالب بن عبد الله الليثي في شهر رمضان إلى بني عمران وهم بالميفعة وراء بطن نخل بنجد في مائة وثلاثين رجلا ، فاستاقوا نعمهم إبلا وشياها فقدموا بها المدينة ، ولم يأسروا أحدا
وفيها : قتل أسامة بن زيد الرجل الذي قال : ‘ لا إله إلا الله ‘ فأنكر عليه رسول الله ( ص ) فقال أسامة : إنه قالها متعوذا ، فقال : هلا شققت عن قلبه ؟
ثم بعث سرية بشير بن سعد في شوال في ثلاثمائة رجل إلى غطفان ، وكانوا على الاجتماع مع عيينة بن حصن إلى المدينة ، فأدرك نعمهم . فساقها ، وهربوا فأسر منهم نفسين قدم بهما المدينة فأسلما فأرسلهما .
ثم خرج رسول الله ( ص ) لعمرة القضاء في هلال ذي القعدة ؛ لأنه شرط على قريش حين صدوه في الحديبية عن عمرته أن يقضيها مده العام المقبل ، فنادى في أصحابه أن لايتخلف أحد ممن شهد الحديبية ، فخرجوا جميعا إلا من قتل منهم أو مات ، وخرج معهم من المسلمين عمار لم يشهد الحديبية ، حتى صاروا في عمرة القضية ألفين وقاد مائة فرس ، وخرجوا بالسلاح ، واستخلف على المدينة أبا رهم الغفاري وساق معه ستين بدنة ، وخرج في مثل الشهر الذي صد فيه وسار على ناقته القصواء حتى انتهى إلى ذي الحليفة ، فأحرم من باب المسجد ولبى وأحرم معه المسلمون ، ولبوا وقدم أمامه محمد بن مسلمة في الخيل إلى مر الظهران ، وسار حتى دخل مكة من ثنية الحجون ، والمسلمون متوشحون بالسيوف يمشون حوله ملبين ، وابن رواحة آخذ بزمام ناقته وهو يقول :