پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص41

( فصل : [ غزوة الخندق ] )

ثم غزا رسول الله ( ص ) غزوة الخندق ، وهى غزوة الأحزاب .

وسببها : أن بني النضير لما أجلوا إلى خيبر فقصد أشرافهم مكة ، وحرضوا قريشاً على حرب رسول الله ( ص ) وعاهدوهم ، فاجتمعوا في أربعة آلاف ، فيهم ثلاثمائة فرس وألف وخمسمائة بعير ، عليهم أبو سفيان بن حرب ، واستعدوا العرب ، فجاءهم الأحزاب من القبائل حتى استكملوا عشرة آلاف ، وبلغ رسول الله ( ص ) خروجهم من مكة ، فذكر ذلك للمسلمين ، وشاورهم فيه ، فأشار سلمان الفارسي بحفر الخندق فاجمعت المسلمون ، وحفروه ، وعمل معهم رسول الله ( ص ) بنفسه ، وكان الأنصار يقولون ، وهم يحفرون الخندق :

( نحن الذين بايعوا محمدا
على الجهاد ما بقينا أبدا )

قال أنس بن مالك : والنبي ( ص ) يقول :

( اللهم إن الخير خير الآخرة
فاغفر للأنصار والمهاجره )

وروى البراء بن عازب قال : كان رسول الله ( ص ) ينقل معنا التراب ، وقد وارى التراب بياض بطنه ، وهو يقول :

( اللهم لولا أنت ما اهتدينا
ولا تصدقنا ولا صلينا )
( فأنزلن سكينة علينا
وثبت الأقدام إن لاقينا )
( إن الأولى قد بغوا علينا
إذا أرادوا فتنة أبينا )

وفرغوا من الخندق بعد ستة أيام ، وجعلوا النساء والصبيان في الأطام ، ونزلت قريش والأحزاب ، وعلى جميعهم أبو سفيان ، وعسكر رسول الله ( ص ) بسفح ‘ سلع ‘ وجعله وراء ظهره في يوم الاثنين من ذي القعدة ، ومعه من المسلمين ثلاثة آلاف رجل هم على أشد خوف ووجل ، ودفع لواء المهاجرين إلى زيد بن حارثة ، ولواء الأنصار