الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج9-ص16
عنده امرأة موهوبة ، وبه قال مجاهد ؛ ومن قرأ بالفتح جعله خبراً عن ماضٍ قال : قد كانت عنده امرأة وهبت له نفسها ، واختلفوا فيها على أربعة أقاويل :
أحدها : أنها أم شريك بنت جابر بن ضباب ، وكانت امرأة صالحة ، وهذا قول عروة بن الزبير .
والثاني : أنها خولة بنت حكيم ، وهذا قول عائشة .
والثالث : أنها ميمونةبنت الحارث ، وهذا قول ابن عباس والرابع : أنها زينب بنت خزيمة أم المساكين امرأة من الأنصار ، وهذا قول الشعبي ، وإذا كان عند النبي ( ص ) من وهبت له نفسها ، أو شرط له في المستقبل أن تقبل من وهبت له نفسها خالصة من دون المؤمنين ، كان دليلاً قاطعاً على من خالف .
وروي عن سهل بن سعد الساعدي : أن امرأة أتت النبي ( ص ) ، فقالت : يا رسول الله قد وهبت نفسي منك ، فقال : ‘ مالي في النساء من حاجةٍ ‘ فلو لم يكن له أن يقبلها لأنكر عليها هبتها .
وروي عن النبي ( ص ) أنه قال : ‘ حبب إليّ من دنياكم ثلاث النساء والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة ‘ .
فاختلف أهل العلم في معنى تحبيب النساء إليه على قولين :
أحدهما : إنه زيادة في الابتلاء والتكليف حتى لا يلهو بما حبب إليه من النساء عما