پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج4-ص88

‘ أتاني جبريل عليه السلام فأمرني أن آمر أصحابي أو من معي أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية ‘ .

قال الماوردي : أما التلبية ، فقد اختلف أهل العلم فيما هي مأخوذة منه على خمسة أقاويل :

أحدها : أنها مأخوذة من قولهم ، ألب فلان بالمكان ولب إذا أقام فيه ، ومعنى لبيك ، أي أنا مقيم عند طاعتك ، ومنه قول الشاعر :

( محل الفخر أنت به ملب
ما تزول ولا تريم )

وقال آخر :

( لب بأرض ما تخطاها الغنم
)

وهذا قول الخيل وثعلب .

والثاني : أنها مأخوذة من الإجابة ، ومعناها : إجابتي لك ، ومنه قول أمية بن أبي الصلت :

( لبيكما لبيكما هأنا ذا لديكما
)

وهذا قول الفراء :

والثالث : أنها مأخوذة من اللب ، واللباب الذي يكون خالص الشي ، ومعناها : الإخلاص أي أخلصت لك الطاعة .

والرابع : أنها مأخوذة من لب العقل ، من قولهم : رجل لبيت ، ويكون معناها : أي منصرف إليك وقلبي مقبل عليك .

والخامس : أنها مأخوذة من المحبة ، من قولهم : امرأة لبة ، إذا كانت لولدها محبة ، ويكون معناها : محبتي لك ومنه قول الشاعر :

( وكنتم كأم لبةٍ ظعن ابنها
إليها فما درت عليه بساعد )

والتلبية سنة في الحج والعمرة ، وروى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي ( ص ) ‘ أنه قال : الحجاج ، والعمار وفد الله ، والذي نفس أبي القاسم بيده ، ما أهل