الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج3-ص3
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشافعي رضي الله عنه ‘ أول ما يبدأ به أولياء الميت أن يتولى أرفقهم به إغماض عينيه بأسهل ما يقدر عليه وأن يشد لحيه الأسفل بعصابة عريضة ويربطها من فوق رأسه لئلا يسترخي لحيه الأسفل فينفتح فوه فلا ينطبق ويرد ذراعيه حتى يلصقهما ثم يمدهما بعضديه أو يردهما إلى فخذيه ويفعل ذلك بمفاصل ركبتيه ويرد فخذيه إلى بطنه ثم يمدهما ويلين أصابعه حتى يتباقى لينه على غاسله ويخلع عنه ثيابه ويجعل على بطنه سيف أو حديد ويسجى بثوب بغطي به جميع جسده ويجعل على لوح أو سرير ‘ .
قال الماوردي : إن الله سبحانه جعل الموت حتماً على عباده ، ومصيراً لجميع خلقه ، ختم به أعمال الدنيا ، وافتتح به جزاء الآخرة ، وسوى فيه بين من أطاعه ومن عصاه ( لِيَجْزِيَ الّذينَ أسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِين أحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ) ( النجم : 31 ) فينبغي لمن يقر بالموت أن يتعظ به ، ولمن اعترف بالآخرة أن يعمل لها ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقاَلَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ) ( الزلزلة : 7 ، 8 ) .
وروى عبد الله بن مسعود أن رسول الله ( ص ) قال ‘ استحيوا من الله عز وجل حق الحياء ‘ قيل يا رسول الله كيف نستحيي من الله عز وجل حق الحياء قال : ‘ من حفظ الرأس وما حوى ، والبطن وما وعى ، وترك زينة الدنيا ، وذكر الموت والبلى ، فقد استحى من الله حق الحياء ‘ ويختار الإكثار من ذكر الموت لأنه أبعث على الطاعات وأمنع من المعاصي .
يستحب عيادة المريض ، فقد روي عن النبي ( ص ) أنه قال : ‘ عائد المريض في محرف من محارف الخير إلى أن يعود ‘ .