پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج2-ص519

ويفعل الناس مثل ذلك وروي عن رسول الله ( ص ) أنه كانت عليه خميصة سوداء فأراد أن يأخذ بأسفلها فيجعله أعلاها فلما ثقلت عليه قلبها ( قال ) ويدعو سرا ويدعو الناس معه ‘ .

قال الماوردي : وهذا كما قال خطبة الاستسقاء مسنونة بعد الصلاة ، وقال ابن الزبير قبل الصلاة ، والحجة عليه رواية ابن عباس أن رسول الله ( ص ) صلى للاستسقاء مثل صلاة العيد ، فإذا فرغ من الصلاة وصعد المنبر لأجل الخطبة سلم قائما ثم جلس للاستراحة ، ومن أصحابنا من قال لا يجلس على معنى قولهم في خطبة العيد يبتدئ الخطبة الأولى بالاستغفار ، و يقول استغفر الله تسعا نسقا ، بدلا من التكبير في خطبة العيد ، ثم يحمد الله ويثني عليه ، ويصلي على نبيه ( ص ) ، ويقول ( استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ) [ نوح : 10 ، 11 ، 12 ] ويبالغ في الزجر والوعظ ، والتخويف ، وذكر نعم الله عز وجل ، وسالف أياديه ، والاعتبار بالأمم السالفة ، والقرون الخالية ، ثم يجلس ، ثم يقوم فيخطب الخطبة الثانية ، ويستغفر في ابتدائها سبعا نسقا ، ويدعو جهرا ، ثم يستدبر الناس ويستقبل القبلة ، ويدعو الله عز وجل سرا ، ويجهر في استقبال الناس ، لأنه خاطب ، ويسر في استدبارهم لأنه داع ، وقد قال الله تعالى في قصة نوح على نبينا وعليه السلام ( ثم أني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا ) [ نوح : 9 ] فكان الجمع بين الجهر والإسرار أولى .

( فصل )

: ويستحب له إذا أراد استقبال القبلة أن يحول رداءه وينكسه ، وتحويله أن يجعل ما على عاتقه الأيمن على عاتقه الأيسر وما على عاتقه الأيسر على عاتقه الأيمن وتنكيسه : أن يجعل أعلاه أسفله ، وأسفله أعلاه .

وقال مالك : يحول ولا ينكس .

وقال أبو حنيفة : لا يحول ولا ينكس .

والدلالة عليهما ما رواه عبد الله بن زيد أن النبي ( ص ) استسقى وعليه خميصة سوداء فأراد أن يجعل أسفلها أعلاها فثقلت عليه فحولها ، فثبت عنه التحويل ، ونبه على التنكيس لأنه تركه لعذر ، ولأن في التحويل تفاؤل بالانتقال من حال إلى حال ، لعل الله أن ينقلهم من حال القحط إلى حال السعة والخصب .

قال الشافعي رضي الله عنه : ‘ ويكون من دعائهم ‘ اللهم أنت أمرتنا بدعائك ووعدتنا إجابتك فقد دعوناك كما أمرتنا فأجبنا كما وعدتنا اللهم فامنن علينا بمغفرة ما قارفنا وإجابتك