الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج2-ص517
أعمال القرب ، ولأن رسول الله ( ص ) يقول : يقول الله تعالى ( كل عمل ابن آدم هو له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجازي به ) ، لأن الصوم معونة على رياضة النفس وخشوع القلب والتذلل للطاعة ، والدعاء فيه أقرب إلى الإجابة ، قال رسول الله ( ص ) ‘ صمت الصائم تسبيح ونومه عبادة ودعاؤه مستجاب ، وعمله مضاعف ‘ .
فإن قيل : هلا منعتموه من صيام يوم الرابع ليكون أقوى له على الدعاء كما منعتم من صيام عرفة ، قلنا : لأن دعاء يوم عرفة في آخره ، فربما أضعف الصيام عن الدعاء فيه ، ودعاء هذا اليوم في أوله فلم يكن للصوم تأثير في إضعافه ، ويأمرهم الإمام بالخروج من المظالم والإصلاح بين المهاجر والمشاجر ، والتقرب إلى الله سبحانه بأداء الحقوق الواجبة ، والتطوع بالبر والصدقة ، وقد روي عن النبي ( ص ) أنه قال : ‘ حصنوا أموالكم بالزكاة ، وداووا مرضاكم بالصدقة ‘ .
قال الماوردي : يكبر في الأولى سبعا سوى تكبيرة الإحرام ، ويقرأ بالفاتحة وسورة قاف ، ويكبر في الثانية خمسا سوى تكبيرة القيام ، ويقرأ بالفاتحة واقتربت الساعة وانشق القمر ، ويجهر فيهما بالقراءة ، وبه قال أكثر الفقهاء .
وقال أبو حنيفة : الصلاة للاستسقاء بدعة ، فإن صلى كانت نافلة ، يسر فيها بالقراءة من غير تكبير زائد .
واستدل أبو حنيفة برواية أنس بن مالك أن رسول الله ( ص ) أتاه رجل فقال هلكت المواشي وتقطعت السبل ، فادع الله لنا ، فدعا النبي ( ص ) ولم يصل .