الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج2-ص209
يديه ، فما بالي بذلك وما رووه من الحديث فمنسوخ ، أو أراد به قطع الفضيلة
قال الماوردي : وهذا كما قال إذا ارتد المسلم عن الإسلام زماناً ثم عاد إلى إسلامه لزمه قضاء ما تركه من الصلاة والصيام ، وما فعله قبل الردة من الصلاة ، والصيام ، والحج مجزئ عنه لا تلزمه إعادته
وقال أبو حنيفة : قد أحبطت الردة جميع عمله ، فإن عاد إلى الإسلام استأنف الصلاة ، والصيام ، والحج ، ولم يقض ما تركه في زمان ردته كالكافر الأصلي ، فإن كان قد حج قبل ردته أعاد ذلك بعد إسلامه ، لأن الردة قد أحبطت جميع ما عمله
واستدل بقوله تعالى : ( لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ) [ الزمر : 65 ] ؛ فدل على أن الردة قد أحبطت عمله ، وقوله تعالى : ( قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ) ، واقتضى الظاهر غفران عمله بالانتهاء عن الكفر وترك مؤاخذته بإثم ، أو قضاء
وبقوله ( ص ) : ‘ الإسلام يجب ما قبله ‘
قال : ولأنه أسلم بعد كفر فوجب أن لا يلزمه قضاء ذلك كالحربي ، والذمي
ودليلنا قوله ( ص ) : ‘ من نام عن صلاة ، أو نسيها فليصلها إذا ذكرها ‘
وفيه دليلان :