الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج2-ص191
وروي عن الحسن البصري أن النبي ( ص ) نهى عن الصلاة في أرض مزبلة
وروي عن النبي ( ص ) أنه نهى عن صلاة العجلان
وروي عن النبي ( ص ) أنه نهى أن يوطن الرجل بصلاة في المسجد كما يوطن البعير
وروي عن النبي ( ص ) أنه نهى عن التمطي في الصلاة
قال الله تعالى : ( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ) [ المؤمنون : 221 ] فكان ترك الخشوع دالاً على عدم الفلاح
وروى الحسن عن شداد بن أوس قال : قال رسول الله ( ص ) أول ما يرفع من الناس الخشوع ، وهذا كالمشاهد ، لأنهم يقتصرون على الجائز ، والمباح ، ويعدلون عن الأفضل والأولى
وقد روي عن النبي ( ص ) أنه قال : ‘ من هانت عليه صلاته كانت على الله عز وجل أهون ‘ فعماد الصلاة وعلامة قبولها كثرة الخشوع فيها فمن خشوع المصلي بعد فعل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه أن يكون خالياً من حديث النفس ، وإنكار الدنيا مصروف القصد إلى أداء ما افترض عليه فقد روي عن علي كرم الله وجهه أنه كان إذا دخل عليه وقت الصلاة يصفر وجهه تارة ويخضر تارة ، ويقول أتتني الأمانة التي عرضت على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملتها ، فلا أدري السيء فيها أم الحسن
ومن الخشوع أن ينظر في حال قيامه إلى موضع سجوده ، وفي حال جلوسه إلى حجره
قال مالك : الخشوع أن ينظر تلقاء وجهه وما ذكرناه أولى من وجهين :
أحدهما : أنه مروي عن النبي ( ص ) وعن خلفائه رضي الله عنهم أنه أغض لطرفه ، وأحرى أنه لا يرى ما يشغله عن صلاته ، ومن الخشوع أن لا يرفع رأسه إلى السماء ، إذا دعا في صلاته