پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج2-ص128

أحدهما : ذكره في كتاب السبق والرمي ، أن المباشرة بهما واجبة لرواية خباب بن الأرت قال : شكونا إلى رسول الله ( ص ) حر الرمضاء فلم يشكنا ، وأمرنا أن نسجد على جباهنا وأكفنا ‘

وروى ابن مسعود قال : قال رسول الله ( ص ) : ‘ إن الله لا ينظر إلى صلاة عبد لا يباشر الأرض بكفيه ‘

والقول الثاني : وهو أصح أن المباشرة بهما غير واجبة لقوله تعالى : ( سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) فخص الوجه بالسجود لاختصاصه بالمباشرة

وروى عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت أن النبي ( ص ) صلى في مسجد ابن عبد الأشهل وعليه كساء ملتف به يضع يده عليه يقيه الكساء برد الشتاء

( مسألة )

: قال الشافعي رضي الله عنه : ‘ ويقول في سجوده سبحان ربي الأعلى ثلاثاً وذلك أدنى الكمال ‘

قال الماوردي : قد ذكرنا أن التسبيح في الركوع والسجود سنة ، وأنه يقول في سجوده سبحان ربي الأعلى وأدنى كماله ثلاثاً لرواية عون بن عبد الله عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله ( ص ) : ‘ إذا ركع أحدكم فليقل ثلاثاً سبحان ربي العظيم ، وذلك أدناه وإذا سجد فليقل سبحان ربي الأعلى ثلاثاً ، وذلك أدناه ويختار أن يضيف إلى تسبيحه من الذكر إن كان منفرداً ما رواه صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال : كان رسول الله ( ص ) : ‘ إذا سجد قال : ‘ اللهم لك سجدت ، ولك أسلمت وبك آمنت ، وأنت ربي ، سجد وجهي للذي خلقه ، وشق سمعه وبصره ، تبارك الله أحسن الخالقين ‘

فهذا الذكر المسنون في السجود ، فأما الدعاء فيه فقد روى أبو صالح عن أبي هريرة أن رسول الله ( ص ) قال : ‘ أقرب ما يكون العبد من ربه عز وجل وهو ساجد فأكثروا الدعاء ‘ فيختار له أن يدعو بعد الذكر المسنون إن لم يكن إماماً يطيل الصلاة ولا مأموماً يخالف الإمام ، وكان منفرداً بما روت عائشة رضي الله عنها أن النبي ( ص ) كان يقول في سجوده :