جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج43-ص211
رواية عن الرضا عليه السلام (1).
نعم هو نادر بالنسبة إلى اعتبار الحروف بما فيه، بل إن اريد بالعدد المذكور الدراهم كما صرح به في الخبر لا يبلغ المجموع الدية، وإن اريد الدنانير فهو مع أنه خلاف مقتضى الخبر، يزيد على الدية أضعافا مضاعفة، مضافا إلى استبعاد الفرق بين الالف مثلا وبين العين مع أن كلا منهما حرف، مضافا إلى ما عن الشيخ ” من أن ما فيه من تفصيل دية الحروف يجوز أن يكون من كلام الرواة من حيث سمعوا أنه قال: يفرق ذلك على حساب الجمل ظنوا انه على ما يتعارفه الحساب من ذلك ولم يكن القصد ذلك، وإنما كان المراد أن يقسم على الحروف كلها أجزاء متساوية ويجعل لكل حرف جزء من جملتها على ما فصل السكوني في روايته وغيره، قال ولو كان الامر على ما تضمنته هذه الرواية لما استكملت الحروف كلها الدية على الكمال، لان ذلك لا يبلغ الدية إن حسبناها على الدراهم وإن حسبناها على الدنانير تضاعفت الدية وكل ذلك فاسد “انتهى (2).
ولا ينافي ذلك أيضا ما عن كتاب فقه الرضا عليه السلام (3) يقرأ حروف المعجم فما أفصح به طرح من الدية وما لم يفصح به الزم الدية: وقيل: كيف ذلك ؟ قال بحساب الجمل وهو حروف أبي جاد من واحد إلى الالف، وعدد حروفه ثمانية وعشرون حرفا، فيقسم لكل حرف جزء من الدية الكاملة ثم يحط من ذلك ما يبين عنه ويلزم الباقي ” إذ هو مع أنه غير ثابت النسبة إليه، لا تصرح فيه على أن التقسيم عليه على وفق ما يتضمنه كل حرف من العدد، فيمكن أن يكون على السوية كما هو المفتى به.
(1) كشف اللثام ج 2 ص 321 – الفقه المنسوب الى الرضا عليه السلام ص 43.
(2) التهذيب ج 10 ص 264.
(3) فقه الرضا ص 43.