جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج40-ص226
اليهود والنصارى والمجوس بآلتهم ؟ قال: لا يصلح لاحد أن يحلف إلا بالله تعالى) وقوله (عليه السلام) في صحيح سليمان بن خالد (1) (لا تحلفوا اليهودي ولا النصراني ولا المجوسي بغير الله، إن الله عزوجل يقول: فاحكم بينهم بما أنزل الله) (2) وفي خبر الجراح المدائني (3)(اليهودي والنصراني والمجوسي لا تحلفوهم إلا بالله عزوجل).
بل مقتضى الاطلاق ذلك وإن تراضى الخصمان على الحلف بغيره، نعم ظاهر النص والفتوى عدم اعتبار إضافة شئ من صفات الذات أو الافعال إلى الاسم
في ترتب الاثر.
(و) لكن (قيل) والقائل الشيخ في المحكي من مبسوطه: (لا يقتصر في المجوس على لفظه الجلالة، بل يضم إلى هذه اللفظة الشريفة ما يزيل) هذا (الاحتمال) كخالق الظلمة والنور كما في الدروس و (كل شئ) كما في اللمعة (لانه سمى النور إلها) فيحتمل إرادته من المعروف، فلا يكون حالفا بالله تعالى شأنه، وعن فخر المحققين الميل إليه، لتوقف الجزم بالحلف منه على ذلك، بل هو ظاهر الشهيد في الدروس أو صريحه وكذا اللمعة، وهو مناف لما عرفت من الاطلاق المزبور، واحتمال عدم قصده ذلك بل العلم به بعد أن كان الواجب عليه شرعا ذلك لا يقدح، لان المدار في ثبوت الاثر دنيا وآخرة على نية المحلف لا الحالف، فلا يجديه قصده المزبور بعد أن يذكر له أن المرادمنه شرعا الحلف بالله تعالى واجب الوجود، على أن الاضافة المزبورة لا يقتضي قصده ذلك، لانه لا يعتقد كونهما مخلوقين له فلا إله عنده كذلك، وكذا خالق كل شئ.
(1) و (3) الوسائل – الباب – 32 – من كتاب الايمان الحديث 1 – 2.
(2) سورة المائدة: 5 – الاية 48.