جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج39-ص103
كقول أبي بكر بن عياش (1) لما قيل له: ما تدري ما أحدث نوح بن دراج في القضاء ؟ أنه ورث الخال وطرح العصبة وأبطل الشفعة: ” ما عسى أن أقول لرجل قضى بالكتاب والسنة، إن النبي صلى الله عليه وآله لما قتل حمزة بن عبد المطلب بعث علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأتاه علي بابنة حمزة فسوغها رسول الله صلى الله عليه وآله الميراث كله “.
وقول ابن عباس (2) لما جلس إليه قارية بن مضرب في مكة وقال له: يا ابن عباس حديث يرويه أهل العراق عنك وطاووس مولاك يرويه أن ما أبقت الفرائض فلا ولي عصبة ذكر: ” أمن أهل العراق أنت ؟ قلت: نعم، قال: أبلغ من وراك إني أقول: إن قول الله عزوجل (3): ” آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من الله ” وقوله (4): ” وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ” وهل هذه إلا فريضتان ؟ وهل أبقتا شيئا ؟ ما قلت هذا ولا طاووس يرويهعلي (عني خ ل) قال قارية: فلقيت طاووسا، فقال: لا والله ما رويت هذا على (عن خ ل) ابن عباس، وإنما الشيطان ألقاه على ألسنتهم، قال سفيان: أراه من قبل ابنه عبد الله بن طاووس، فانه كان على خاتم سليمان بن عبد الملك، وكان يحمل على هؤلاء حملا شديدا، يعني بني هاشم “.
والظاهر أن مراد ابن عباس التعريض بما يزخرفه الناس من أولوية العصبة، وأنهم الحاملون لاثقال الميت المطالبون بدمه الثائرون بحقوقه
(1) و (2) الوسائل – الباب – 8 – من ابواب موجبات الارث – الحديث 3 – 4.
(3) سورة النساء: 4 – الاية 11.
(4) سورة الانفال: 8 – الاية 75.