جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج34-ص3
عباس (1) من أنه لما نزلت ” والذين يرمون المحصنات ” (2) إلى آخرها قال سعد بن معاذ: يا رسول الله إني لاعلم أنها حق من عند الله تعالى شأنه، ولكن تعجبت أن لو وجدت لكاعا يفخذها لم يكن لي أن اهيجه ولا احركه حتى آتى بأربعة شهداء: فوالله إني لا آتي بهم حتى يقضي حاجته، فما لبثوا حتى جاء هلال بن امية فقال: يا رسول الله إني جئت أهلي عشاء فوجدت عندها رجلا يقال له: شريك بن سمحاء فرأيت بعيني وسمعت باذني، فكره النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك، فقال سعد: الان يضرب النبي هلال بن امية، وتبطل شهادته في المسلمين،فقال هلال: والله إني لارجو أن يجعل الله لي مخرجا فبينما هم كذلك إذ نزل: ” والذين يرمون أزواجهم ” إلى آخرها (3) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ” أبشر يا هلال، فقد جعل الله لك فرجا ومخرجا “.
وروي أن المعرض هو عاصم بن عدي الانصاري (4) قال: ” جعلني الله فداك إن وجد رجل مع امرأته فأخبر جلد ثمانين جلدة وردت شهادته أبدا وفسق، وإن ضربه بالسيف قتل به، وإن سكت على غيظ إلى أن يجئ بأربعة شهداء فقد قضيت حاجته ومضى، أللهم افتح وفرج واستقبله هلال بن امية، فأتيا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخبر عاصم رسول الله صلى الله عليه وآله، فكلم خوله زوجة هلال، فقالت: لا أدري الغيرة أدركته أم بخل بالطعام ؟ وكان الرجل نزيلهم، فقال هلال: لقد رأيته على بطنها، فنزلت الاية، فلاعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينهما.
وقال لها: إن
(1) سنن البيهقى ج 7 ص 394.
، وتفسير الطبري ج 18 ص 82، وتفسير الرازي ج 6 ص 342 – ط عام 1307، ومجمع البيان ج 4 ص 128 ط صيدا مع الاختلاف في الالفاظ في الجميع.
(2 و 3) سورة النور: 24 – الآية 4 – 6.
(4) تفسير الرازي ج 6 ص 342 ط عام 1307 ومجمع البيان ج 4 ص 128 ط صيدا.