جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج33-ص97
وجل وإلى رسول الله صلى الله عليه وآله.
وانصرفت، قال: فسمع الله تبارك وتعالى مجادلتها لرسول الله صلى الله عليه وآله في زوجها وما شكت إليه، فأنزل الله عزوجل في ذلك قرآنا: بسم الله الرحمن الرحيم قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكى إلى الله، والله يسمع تحاور كما إن الله سميع بصير
الذين يظاهرون منكم من نسائهم ماهن امهاتهم، إن امهاتهم إلا اللائي ولدنهم، وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا، وإن الله لعفو غفور (1) قال: فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المرأة فأتته، فقال: جئني بزوجك فأتت به، فقال له: قلت لامرأتك هذه: أنت علي حرام كظهر امي ؟ فقال: قد قلت لها ذلك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: قد أنزل الله تعالى فيكوفي امرأتك قرآنا، فقرأ عليهما الايات، ثم قال: فضم إليك امرأتك، فانك قد قلت منكرا من القول وزورا، وقد عفى الله عنك وغفر لك ولا تعد، قال: فانصرف الرجل وهو نادم على ما قال لامرأته، وكره الله عزوجل ذلك للمؤمنين بعد، وأنزل الله تعالى شأنه (2): ” والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا ” يعنى ما قال الرجل الاول لامرأته: أنت علي حرام كظهر امي، قال: فمن قالها بعد ما عفى الله وغفر للرجل الاول فان عليه تحرير رقبة من قبل أن يتماسا، يعني مجامعتها، ذلكم توعظون به، والله بما تعملون خبير، فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، يعنى من قبل أن يتماسا، فمن لم يستطع فاطعام ستين مسكينا، قال: فجعل عقوبة من ظاهر بعد النهي هذا، ثم قال: ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله، وتلك حدود الله، قال: هذا حد الظهار، قال حمران: وقال أبو جعفر عليه السلام: ولا يكون ظهار في يمين ولا في غضب، ولا يكون ظهار إلا على طهر من غير جماع بشهادة شاهدين مسلمين “.
وهذا الرجل المزبور الذي هو مورد نزول آية الظهار أوس بن الصامت،
(1) سورة المجادلة: 58 – الاية 1 و 2.
(2) سورة المجادلة: 58 – الاية 3.