جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج33-ص96
(كتاب الظهار) الذي هو مصدر ” ظاهر ” مثل ” قاتل ” مأخوذ من الظهر، لان صورته الاصلية أن يقول الرجل لزوجته: ” أنت علي كظهر امي ” وخص الظهر لانه موضع الركوب، والمرأة مركوبة وقت الغشيان، فركوب الام مستعار من ركوب الدابة، ثم شبه ركوب الزوجة بركوب الام الذي هو ممتنع، وهو استعارة لطيفة، وكان طلاقا في الجاهلية محرما أبدا، وحرم في الاسلام، فقال: ” والذين يظاهرون ” (1) إلى آخرها.
والسبب في نزولها على ما في خبر حمران (2) عن أبي جعفر عليه السلام المروي عن تفسير علي بن إبراهيم قال: ” إن امرأة من المسلمات أتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقالت: يارسول الله إن فلانا زوجي، وقد نشرت له بطني وأعنته على دنياه وآخرته، لم يرمني مكروها أشكوه إليك، قال: فبم تشكينه ؟ قالت: إنه قال: أنت علي حرام كظهر امي وقد أخرجني من منزلي، فانظر في أمري، فقال لها رسول اللهصلى الله عليه وآله.
ما أنزل الله تبارك وتعالى كتاب أقضى فيه بينك وبين زوجك، وأنا أكره أن أكون من المتكلفين، فجعلت تبكى وتشكى ما بها إلى الله تعالى عز
(1) سورة المجادلة: 58 – الاية 3.
(2) الوسائل الباب – 1 – من كتاب الظهار الحديث 2 وذكر ذيله في الباب – 2 – منه الحديث 1، البحارج 104 ص 166 ط الحديث.
(جواهر الكلام – ج 6)