پایگاه تخصصی فقه هنر

جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج28-ص351

أدنى أن يأتوا بالشهادة ” إلى آخره.

وفي مرسل علي بن إبراهيم (1) قال: خرج تميم الدارى وابن بندى وابن أبى مارية في سفر وكان تميم الدارى مسلما وابن بندى وابن أبي مارية نصرانيين، وكان مع تميم الدارى خرج له فيه متاع وآنية منقوشة بالذهب وقلادة وأخرجها إلى بعض أسواق العرب للبيع فاعتل تميم الدارى علة شديدة فلما حضره الموت دفع ما كان معه إلى ابن بندى وابن أبي مارية أن يوصلاه إلى ورثته فقدما إلى المدينة وقد أخذا من المتاع الآنية والقلادة وأوصلا سائر ذلك إلى الورثة فافتقد القوم الآنية والقلادة فقالوا لهما هل مرض صاحبنا مرضا طويلا أنفق فيه نفقة كثيرة ؟ قالا: لا ما مرض إلا أياما قلايل،قالوا: فهل سرق منه في سفره هذا ؟ قالا: لا قالوا: فهل اتجر تجارة خسر فيها ؟ قالا: لا، قالوا: فقد افتقدنا أفضل شئ كان معه: آنية منقوشة بالذهب مكللة بالجوهر، وقلادة فقالا: ما دفع إلينا فقد أديناه إليكم فقد موهما إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأوجب عليهما اليمين، فحلفا فخلا عنهما، ثم ظهرت تلك الآنية والقلادة عليهما، فجاء اولياء تميم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا: قد ظهر على ابن بندى وابن أبي مارية ما ادعيناه فانتظر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الحكم من الله في ذلك، فأنزل الله تبارك وتعالى ” يا أيها الذين آمنوا ” إلى آخر الآية، فهذه الشهادة الاولى التي جعلها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ” فإن عثر على أنهما استحقا إثما ” أي أنهما حلفا على كذب ” فآخران يقومان مقامهما ” يعنى من أولياء المدعى من الذين استحق عليهم، فيقسمان بالله، أي يحلفان بالله أنهما أحق بهذه الدعوى منهما فانهما قد كذبا فيما حلفا بالله لشهادتنا أحق إلى آخره فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أولياء تميم الدارى أن يحلفوا بالله على أمرهم، فحلفوا فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) القلادة والآنية من ابن بندى وابن أبي مارية وردهما على أولياء تميم الدارى، وهو وإن كان مضمونه غير الاول، ضرورة صراحته في حلف أولياء تميم بمجرد دعواهم، إلا أنه على كل حال مخالف للضوابط والقواعد.

نعم في غير هذا الخبر أن النصرانيين قد ادعا شراءه عن تميم، وأنكرهما

(1) الوسائل الباب – 21 – من أبواب أحكام الوصايا الحديث – 1.