جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج22-ص87
لكنه مناف لما دل (1) على عدم بقاء الممسوخ ازيد من ثلاثة أيام وان الله تعالى لا يمسخ اعداءه انوارا في السماء يهتدى بها، وإنما سهيل والزهرة الممسوختان دابتان في البحر بل ظاهر بعض العامة فضلا عن الخاصة البرءاة من ظاهر هذا الخبر وإنه إن صح فهو رمز من رموز الاوائل أي على إرادة النفس والهوى وافتتانهما بزهرة الحياة الدنيا ونحو ذلك مما يتم به المعنى المزبور ومنها (2) ما تضمن انهما نزلا لما كثر في الناس السحر والتمويه لرفع الالتباس عنهم وتعليمهم انه سحر وأن السحر كذا وكذا فافتتن الناس بهما، أو انهما نزلا مع ذلك لابتلاء الناس واختبارهم ومعرفة المطيع منهم والعاصي بتعليم الناس علم السحر مع النهي عنعمله، وهو أصح ما وصل إلينا من طرقنا، وعلى كل حال فالمراد من الكفر فيها إنما هو بالنسبة إلى بعض اقسام السحر أو المشابهة التي ذكرناها والله اعلم.
وكيف كان فقد ظهر لك مما ذكرناه من النص وغيره أن السحر بعضه مؤثر حقيقة وبعضه مؤثر تخييلا، بل هو مقتضى قوله تعالى (3) (يخيل إليه من سحرهم انها تسعى) ومن قوله تعالى (4) (فيتعلمون ما يفرقون به بين المرء وزوجه) سواء اريد به الربط أو البغضاء، ولا ينافيه (5) قوله (وما هم بضارين به من احد إلا باذنه) ضرورة المراد ان الضرر بعلمه وقادر على دفع تسبيبه الضرر، كغيره من المسببات فانه لا يزيد على نار إبراهيم عليه السلام التي قال: لها (كوني بردا
(1) بحار الانوار ج 59 ص 223 (2) الوسائل الباب 25 من ابواب ما يكتسب به الحديث 4 و 5 (3) سورة طه الآية 66 (4) و (5) سورة البقرة الآية 10