جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج21-ص354
ولن يقطعا رزقا، ان الامر ينزل من السماء إلى الارض كقطر المطر إلى كل نفس بما قدر الله لها من زيادة أو نقصان ” إلى آخره ” وقال أيضا ” اعتبروا أيها الناس بما وعظ الله به أولياءه من سوء ثنائه على الاحبار إذ يقول (2) ” لولا ينهاهم الربانيون والاحبار عن قولهم الاثم ” وقال (3) ” لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون وكانوا لا يتناهون عنمنكر فعلوه، لبئس ما كانوا يفعلون ” وانما عاب الله تعالى ذلك عليهم لانهم كانوا يرون من الظلمة الذين بين أظهرهم المنكر والفساد، فلا ينهونهم عن ذلك رغبة فيما كانوا ينالون منهم، ورهبة مما يحذرون، والله يقول (4) ” فلا تخشوا الناس واخشون ” وقال (5) ” والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ” فبدء الله تعالى بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة منه، لعلمه بأنها إذا أديت وأقيمت استقامت الفرائض كلها هينها وصعبها، وذلك أن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر دعاء إلى الاسلام مع رد المظالم ومخالفة الظالم، وقسمة الفيئ والغنائم، وأخذ الصدقات من مواضعها ووضعها في حقها ” إلى آخره، وقال الباقر عليه السلام (6) ” يكون في آخر الزمان قوم يتبع فيهم قوم مراؤون يتقرؤن ويتنسكون حدثاء وسفهاء
(1) الوسائل – الباب 2 من ابواب الامر والنهي الحديث 9.
(2) و (3) و (4) سورة المائدة – الآية 68 – 82 – 48.
(5) سورة التوبة – الآية 72.
(6) ذكره في الوسائل مقطعا في الباب 2 من ابواب الامر والنهي الحديث 6 والباب 1 منها الحديث 6 والباب 3 منها الحديث 1 وتمامه في الكافي ج 5 ص 55 والتهذيب ج 6 ص 180 الرقم 372.