جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج21-ص323
ترى ناش عن عناد، وعلى كل حال فخبر الاسياف (1) المروي في التهذيب والكافي وعمل به الاصحاب وتسمعه إنشاء الله صريح فيما ذكره بعض من أنه نزل فيهم قوله تعالى (2) ” وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما، فان بغت إحداهما على الاخرى فقاتلوا التيتبغي حتى تفيئ إلى أمر الله، فان فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين ” وإن كان قد أشكله بعض بأنها في المؤمنين، والفرق الثلاثة عندنا كفار وإن انتحلوا الاسلام، ولفظ البغي فيها أعم من ذلك، إذ يمكن إراردة التعدي من بعض المؤمنين على بعض، ولكن يمكن أن يكون ضرب من المجاز ولو باعتبار معتقدهم كما ستعرف ذلك.
وعلى كل حال فقد قيل إنهم استفادوا منها أمورا خمسة: أحدها أن البغاة على الامام عليه السلام مؤمنون، لان الله تعالى سماهم مؤمنين وهو لا يوافق أصولنا في الامامة، ومن هنا حمل على ضرب من المجاز بناء على الظاهر أو على ما كانوا عليه أو على ما يعتقدونه، نحو قوله تعالى (3) ” وإن فريقا من المؤمنين لكارهون يجادلونك في الحق بعد ما تبين لهم، كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون ” المعلوم أنه في المنافقين بل في المنتهي وهذه صفة المنافقين إجماعا، الثاني وجوب قتالهم، وهو كذلك عندنا كما ستعرف إنشاء الله، الثالث وجوب القتال إلى غايةوهو كذلك أيضا لنص الآية كما ستعرف، الرابع عدم الرجوع على أهل البغي بنفس أو مال بعد الصلح، لعدم ذكر شئ منهما بعده،
(1) الوسائل – الباب 5 من ابواب جهاد العدو الحديث 2.
(2) سورة الحجرات – الآية 9.
(3) سورة الانفال – الآية 5 و 6.