جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج20-ص102
فقلت يا بن رسول الله ما أقدمك الينا ؟ قال: ما رأيت، ولو علم الناس ما فيهمن الفضل لأتوه حبوا).
وعلى كل حال فينبغي استقبال وجه المزور واستدبار القبلة حال الزيارة ثم يضع عليه خده الأيمن عند الفراغ من الزيارة، ويدعو متضرعا، ثم يضع خده الأيسر، ويدعو سائلا من الله بمنه وبحق صاحب القبر أن يجعله من أهل شفاعته، ويبالغ في الدعاء والالحاح، ثم ينصرف إلى ما يلي الرأس، ثم يستقبل القبلة ويدعو، والزيارة بالمأثور، وصلاة الزيارة في الروضة عند النبي وعند الرأس في غيره إلى القبر، ويجوز في غير ذلك، بل لعل الأولى الصلاة في الخارج مع الازدحام، والدعاء بعدها بالمأثور أو بما يسنح له من أمور الدنيا والدين، وتلاوة شئ من القرآن عند الضرائح وإهداؤه إلى المزور، وإن كان المنتفع بذلك الزائر على ما في الدروس، وإحضار القلب في جميع أحواله بما يمكن، والتوبة من الذنب والأستغفار، والاقلاع وتعجيل الخروج عند قضاء الوطر لتعظيم الحرمة ويشتد الشوق، وليخرج القهقري حتى يتوارى، بل عد في الدروس من آداب الزيارة التصدق على السدنة والحفظة للمشهد.
وإكرامهم وإعظامهم فان فيه إكرام صاحب المشهد، قال: وينبغي لهؤلاء أن يكونوا من أهل الخيروالصلاح والدين والمروة والاحتمال والصبر وكظم الغيظ خالين من الغلظة على الزائرين، قائمين بحوائج المحتاجين مرشدي الغرباء والواردين، وليتعهد أحوالهم الناظر فيه، فان وجد من احد منهم تقصيرا نهاه عنه، فان أصر زجره عنه، فان كان من المحرم جاز ردعه بالضرب إن لم يجد التعنيف من باب النهي عن المنكر، وجعل منها أيضا انه إذا انصرف إلى منزله من الزيارة استحب له العود إليها ما دام مقيما، فإذا حان الخروج ودع ودعا بالمأثور وسأل الله تعالى العود إليه، وأن يكون الزائر بعد الزيارة خيرا منه قبلها، فانها تحط