جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج19-ص351
وقال: اخرجوا اعضادكم واخرج رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم رمل بالبيت ليريهم انه لم يصبهم جهد، فمن اجل ذلك يرمل الناس، وإني لامشي مشيا، وقد كان علي بن الحسين (عليه السلام) يمشي مشيا ” وخبر يعقوب الاحمر (1) قال أبو عبد الله (عليه السلام): ” لما كان غزاة الحديبية وادع رسول الله صلى الله عليه وآله اهل مكة ثلاث سنين، ثم دخل فقضى نسكه، فمر رسول الله صلى الله عليه وآله بنفر من اصحابه جلوس في فناء الكعبة فقال: هو ذا قومكم على رؤوس الجبال لا يرونكم فيروا فيكم ضعفا، قال: فقاموا فشدوا ازرهم، وشدوا ايديهم على اوساطهمثم رملوا ” إلا انهما معا كما ترى لا دلالة فيهما على ذلك، بل في المحكي عن نوادر ابن عيسى (2) عن ابيه ” انه سئل ابن عباس فقيل له: إن قوما يروون ان رسول الله صلى الله عليه وآله امر بالرمل حول الكعبة فقال: كذبوا وصدقوا، فقلت وكيف ذاك ؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله دخل مكة في عمرة القضاء واهلها مشركون، وبلغهم ان اصحاب محمد صلى الله عليه وآله مجهودون، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله رحم الله امره أراهم من نفسه جلدا، فامرهم فحسروا عن اعضادهم ورملوا بالبيت ثلاثة اشواط، ورسول الله على ناقته وعبد الله بن رواحة آخذ زمامها والمشركون بحيال الميزاب ينظرون إليهم، ثم حج رسول الله صلى الله عليه وآله بعد ذلك فلم يرمل ولم يأمرهم بذلك، فصدقوا في ذلك وكذبوا في هذا “.
كل ذلك مضافا إلى ما عن المنتهى من نسبته إلى اتفاق العامة الذين جعل الله الرشد في خلافهم، خصوصا هنا، لانهم استندوا في ذلك إلى ما رووه (3) من ان النبي صلى الله عليه وآله لما قدم مكة قال المشركون: إنه يقدم عليكم قوم نهكتهم
(1) و (2) الوسائل الباب 29 من ابواب الطواف الحديث 3 – 5 (3) سنن البيهقي ج 5 ص 7 – 82