جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج17-ص214
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين الغر الميامين هداة الخلق وأعلام الحق.
كتاب الحج الذي هو من أعظم شعار الاسلام، وأفضل ما يتقرب به الانام إلى الملك العلام، لما فيه من إذلال النفس وإتعاب البدن، وهجران الاهل والتغرب عن الوطن، ورفض العادات وترك اللذات والشهوات، والمنافرات والمكروهات،وإنفاق المال وشد الرحال، وتحمل مشاق الحل والارتحال ومقاساة الاهوال، والابتلاء بمعاشرة السفلة والانذال، فهو حينئذ رياضة نفسانية وطاعة مالية، وعبادة بدنية، قولية وفعلية، وجودية وعدمية، وهذا الجمع من خواص الحج من العبادات التي ليس فيها أجمع من الصلاة، وهي لم تجتمع فيها ما اجتمع في الحج من فنون الطاعات، ومن هنا ورد ” أن الحج المبرور لا يعدله شئ ولا جزاء له إلا الجنة ” (1) و ” أنه أفضل من عتق سبعين رقبة ” (2) بل قال
(1) وهو مضمون ما رواه في الوسائل في الباب 41 من ابواب وجوب الحج – الحديث 3 وما رواه في المستدرك في الباب 24 منها – الحديث 22 و 24 (2) الوسائل – الباب – 43 – من ابواب وجوب الحج – الحديث 3