جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج17-ص104
لئلا يتخذ صومه سنة وليتأسى به الناس، فلما قبض كنت انا الامام فاردت أن لا يتخذ صومي سنة فيتأسى الناس بي ” ولعله على ذلك ينزل خبر محمد بن مسلم (1) ” سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يصم يوم عرفةمنذ نزل صيام شهر رمضان ” وعلى ان المراد لم يصمه بعنوان الوجوب، أو لانه يضعفه عن الدعاء، فان الذي يظهر من النصوص ان الدعاء فيه افضل من صومه قال محمد بن مسلم (2) ” سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن صوم يوم عرفة فقال: من قوي عليه فحسن ان لم يمنعك من الدعاء فانه يوم دعاء ومسألة فصمه وان خشيت ان تضعف عن ذلك فلا تصمه ” وقال سدير (3) ” سألته ايضا عن صوم يوم عرفة فقلت: جعلت فداك انهم يزعمون انه يعدل صوم السنة قال: كان أبي لا يصومه، قلت: ولم ذاك جعلت فداك ؟ قال: انه يوم دعاء مسألة، واتخوف ان يضعفني عن الدعاء واكره ان اصومه، واتخوف ان يكون يوم عرفة يوم اضحى وليس بيوم صوم ” ومنه يعلم الوجه في اعتبار تحقق الهلال في استحباب صومه: كما انه يمكن ان يكون الترك من بعض أئمتنا (عليهم السلام) لصومه لغلبة كونه عيدا في تلك الازمنة كما عن الصادق (عليه السلام) (4) ” انه لما قتل الحسين (عليه السلام) امر الله ملكا ينادي أيتها الامة الظالمة القاتلة عترة نبيها لا وفقكم الله لصوم ولا فطر ” وفي حديث آخر (5) ” لا وفقكم الله لفطر ولا اضحى ” بل مقتضاه كالخبر السابق كراهية صومه في الحالين المزبورين المنزل عليهما
(1) و (2) و (3) الوسائل – الباب – 23 – من ابواب الصوم المندوب الحديث 2 – 4 – 6 (4) و (5) الفقيه ج 2 ص 54 – الرقم 236 – 237 الجواهر – 13