پایگاه تخصصی فقه هنر

جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج13-ص367

تبعث على ترك المكروهات والتجنب عن الشبهات والرفض، وأهذب منه ما عن بعضهم من أن التقوى التجنب عن الشبهات لئلا يقع في المحرمات، والورع هو التجنب عن المباحات لئلا يقع في الشبهات، لكن عن الاردبيلي المناقشة في ذلك بأنه ليس من ترك كثيرا من الامور التي هي عمدة في التقرب مثل تحصيل العلوم والعباداتالشاقة الكثيرة وقضاء حوائج المؤمنين مع أنه يجتنب الشبهات ويتورع عن المباحات يكون أتقى وأكرم على الله تعالى، بل الامر بالعكس، لان الاكرمية باعتبار الاتصاف بالاوصاف المقربة، فمن اتصف بالاكثر والاعلى فهو الاكرم عند الله، ففي التعريفين تأمل وتزلزل، فحينئذ ينبغي تقديم من فيه الوصف المذكور، وإني أظن أنه مقدم في جميع المراتب، وعدم ذكره لظهوره، قلت: المراد ترك المباحات خوف الوقوع في المحرمات لا المستحبات، وإلا فهذه الامور المذكورة عين التقوى والورع إذا جامعها الاخلاص، فتأمل جيدا، والله أعلم بحقيقة الحال.

(ويستحب للامام أن يسمع من خلفه الشهادتين) بلا خلاف أجده فيه، للصحيح (1) عن الصادق (عليه السلام) (ينبغي للامام أن يسمع من خلفه التشهد، ولا يسمعونه هم شيئا يعني الشهادتين، ويسمعهم أيضا السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين) وخبر أبي بصير (2) عنه (عليه السلام) أيضا (ينبغي للامام أن يسمع من خلفه كلما يقول، ولا ينبغي لمن خلفه أن يسمعوه شيئا مما يقول) بل يستفاد من الثاني استحباب إسماع سائر ما يجوز الاجهار فيه من الاذكار في الركوع والسجود وغيرهما، كما أنه يستفاد منه كراهة إسماع المأموم شيئا من ذلك، نعم الظاهر الاقتصار في ذلك على غيرالمنكر من رفع الصوت كما يشير إليه خبر عبد الله بن سنان (3) المروي عن تفسير العياشي سأل الصادق (عليه السلام) (عن الامام هل عليه أن يسمع من خلفه وإن كثر، فقال:

(1) و (2) و (3) الوسائل الباب 52 من أبواب صلاة الجماعة الحديث 1 – 3 – 4