جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج13-ص90
الباقر (عليه السلام) (1) (ذكر الله لاهل الصلاة أكبر من ذكرهم إياه ألا ترى أنه تعالى يقول (2): فاذكروني أذكركم) وربما حمل عليه قوله تعالى أيضا (3): (ولذكر الله أكبر) أو أن المراد أقمها لاجل أن تكون ذاكرا لي غير ناس كما هو شأن المخلصين والاولياء الذين لا يفترون عن ذكر الله، ولا تلهيهم تجارة ولا بيع عنه، أو أن المراد لاجل ذكري خاصة لا تشوبه بذكر غيري، أو لاخلاص ذكري وطلب وجهي لا ترائي بها ولا تقصد بها غرضا آخرا أو لاني أذكرك بالمدح والثناء وأجعل لك لسان صدق، أو لاني ذكرتها في الكتب، أو لذكري إياها وأمري بها فأقمها امتثالا لذلك، أو لوجوب ذكري على كل أحد، وهي منه، أو لاوقات ذكري، وهي مواقيت الصلاة، أو غير ذلك لا أن المراد أقم الصلاة لذكري لك أياها عند نسيانك لها أي تذكيري وأضافه إليه مع أن المناسب التعبير بذكرها لما قيل من أنه ورد في الاخبار أن الذكر والنسيان من الاشياء التي لا صنع للعباد فيها، أو أن المراد لذكر صلاتي على جهة الاضمار أو التجوز بارادتها من ضمير التكلم، إذ هو كما ترى مع ركاكته وظهور الآية بخلافه مناف لمرتبة موسى أو نبينا (عليهما الصلاة والسلام) من نسيان الصلاة، على أنالآية كالصريحة في إرادة الامر باقامة أصل الصلاة وبيان زيادة الاهتمام بها لا خصوص الفائتة منها.
ودعوى وجوب القول بذلك للاخبار المتقدمة والمحكي عن أكثر المفسرين وإن كان ظاهر الآية نفسها ما تقدم يدفعها – بعد إمكان منع قبول مثل هذه الاخبار في
(1) تفسير الصافي سورة البقرة الآية 147 (2) سورة البقرة الآية 147 (3) سورة العنكبوت الآية 44