جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج12-ص130
بجلائل النعم التي أنعم الله بها على عباده، خصوصا الخبز، فقد أمرنا باكرامه وتعظيمه قيل: وقد ورد (1) أن من إكرامه أن لا يشم ولا يقطع ولا يوطأ ولا يوضع تحت القصع وكذا الاستهانة بالمائدة ووطئها بالرجل، بل عن الصادق (عليه السلام) (2) قال: (لقد دخلت على أبي العباس وقد أخذ القوم المجلس، فمد يده إلي والسفرة بين يديه موضوعة، فأخذ بيدي فذهبت لأخطو إليه فوقعت رجلي على طرف السفرة فدخلني من ذلك ما شاء الله أن يدخلني، إن الله يقول: فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين) إلى آخر الآية (3)، ولقد أصاب الأمم السالفة بكفران النعم والاستهانة بها ما قصة الله تعالى في كتابه العزيز، وورد تفصيله في الأخبار المروية عن النبي والأئمة (عليهم الصلاة والسلام)، وحسبك من ذلك قصة سبأ وأصحاب الثرثار وغير هم، والذين في قصصهم عبرة لأولي الأبصار.
والذي ينبغي للناس إذا ظهرت مخائل الجدب والغلاء أن يفزعوا إلى الله تعالى، ويلحوا في الدعاء ليلا ” ونهارا ” سرا ” وجهارا ” عن صدر نقي وقلب تقي وإخبات وإخلاص خوفا وطمعا، فان ذلك يحرك سحاب الجود ويستعطف كرم المعبود، كيف لا والدعاءمن مفاتيح النجاح ومقاليد الفلاح، والمناجاة سبب النجاة، ولا بالاخلاص يكون الخلاص وإذا اشتد الفزع فالى الله المفزع، وقد قال الله سبحانه (4): (ادعوني أستجب لكم) وقال (5): (أمن يجيب المضطر إذا دعاه) وقال عز وجل (6): (وإذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)
(1) الوسائل الباب – 80 و 83 و 84 و 78 من أبواب آداب المائدة من كتاب الأطعمة والأشربة (2) الوسائل الباب – 78 – من أبواب آداب المائدة الحديث 4 من كتاب الأطعمة والأشربة (3) سورة الانعام – الآية 89 (4) سورة – المؤمن الآية 62 (5) سورة النمل – الآية 63 (6) سورة البقرة – الآية 1