جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج11-ص402
الكسوفين الاجماع والنصوص من غير اشتراط بالخوف، نعم قد يتجه ما فيهما من الاستشكال في انكساف بعض الكواكب من عين ما ذكر، والاقرب الوجوب فيه أيضا لكونه من الاخاويف لمن يحس به، والمخوف ما يخافه معظم من يحس به لا معظم الناس مطلقا.
قلت: قال في التذكرة: ” هل تجب هذه الصلاة في كسف الكواكب بعضها لبعض أو كسف أحد النيرين بأحد الكواكب كما قال بعضهم: إنه شاهد الزهرة في جرم الشمس كاسفة لها ؟ إشكال ينشأ من عدم التنصيص وخفائه، والحس لا يدل عليه، وإنما يستفاد من المنجمين الذين لا يوثق بهم، ومن كونه آية مخوفة فيشارك النيرين في الحكم، والاول أقوى ” وقال في الذكرى: ” لو كسف بعض الكواكب أو كسف الشمس ببعض الكواكب كما نقل أن الزهرة رؤيت في جرم الشمس كاسفة لها فظاهر الخبر السابق في الآيات يقتضي الوجوب، لانها من الآيات ” وقولى الفاضل عدمه، لعدم النص واصالة البراءة، ومنع كون ذلك مخوفا، فان المراد بالمخوف ما خافه العامة غالبا وهم لا يشعرون بذلك، وفي المدارك بعد نقل ذلك عنهما قال: ” والاجود إناطة الوجوب بما يحصل منه الخوف كما تضمنته الرواية (1) ” ولا يخفى عليك محال النظر من ذلك كله، خصوصا ما فيكشف اللثام، لماعرفت من انصراف إطلاق أدلة الكسوف إلى ما هو المتعارف منه كائنا ماكان سببه، أما غيره فلا يدخل تحت الاطلاق المزبور، بل ربما شك في صدق الاسم على بعض أفراده فضلا عن انصراف الاطلاق إليه، نعم قد يتجه وجوب الصلاة له إذا كان يدخل تحت أخاويف السماء كما أشار إليه في الذكرى، أو مسمى الآية بناء على الوجوب لهما كما ستعرف، وكان الحاصل مما يتحقق به مسماهما، فاطلاع بعض الناس حينئذ على انكساف النيرين ببعض الكواكب مثلا لا عبرة به من حيث الكسوف إذا
(1) الوسائل – الباب – 2 – من أبواب صلاة الكسوف والآيات – الحديث 1