جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج11-ص209
عرفت هذا فهل يجزيه لو قال: الحمد للرحمن أو لرب العالمين ؟ إشكال ينشأ من التنصيص على لفظ الله تعالى، ومن المساواة في الاختصاص به ” بل عنه في نهاية الاحكام أن الاقرب إجزاء ” الحمد للرحمن ” ولعله لاختصاص بنفسه كلفظ الجلالة، بخلاف ” رب العالمين ” وكان مراده بمعقد الاجماع لفظ التحميد، لكن قد عرفت أن الاولى الاقتصار على لفظ الجلالة، ولا ينافيه ما في موثق سماعة (1) ” يحمد الله ” بعد انصرافه إلى اللفظ المزبور كالتسبيح، بل يمكن حمل خبر العيون (2) عليه أيضا.
نعم لا يبعد اعتبار الثناء عليه زيادة على ذلك كما في موثق سماعة بل وصحيح ابن مسلم وخطبتي أمير المؤمنين (عليه السلام) ومعقد إجماع الخلاف والغنية وظاهر كشف الحق، بل هو في عبارة جماعة من الاصحاب، إلا أنها تحتمل كمعقد الاجماعات وموثق سماعة إرادة تفسير الحمد به، لكنه لا تخلو من بعد.
ومنه ينقدح حينئذ قوة المحافظة على لفظ الحمد ولا يجزي عنه الثناء، وفى كشف اللثام أن المراد بهما واحد، أو الثناء هو الوصف بما هو أهله، والحمد هو الاتيان بلفظهأو الشكر، أما التمجيد المذكور في خبر العيون والمحكي عن المصباح والسرائر مع الثناء فالظاهر اتحاده معه، أللهم إلا أن براد منه خصوص التعظيم بخلاف الثناء، لكنه كما ترى.
(و) أما (الصلاة على النبي) محمد (وآله عليهم السلام) فخيرة الاكثر نقلا وتحصيلا وجوبها، بل هو من معقد إجماع الخلاف والغنية والتذكرة وغيرها، بل لا خلاف فيه فيما أجد في الثانية، فتركه فيها في إحدى (3) الخطبتين المرويتين عن أمير المؤمنين (عليه السلام) يمكن كونه من الراوي، مع أن فيها أللهم أغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات الذين توفيتهم على دينك وملة نبيك (صلى الله عليه وآله) “
(1) و (2) الوسائل – الباب – 25 – من أبواب صلاة الجمعة – الحديث 2 – 6 (3) روضة الكافي ص 175 – الرقم 194 المطبوعة عام 1377