پایگاه تخصصی فقه هنر

جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج11-ص104

العامي (1) ” أنه قال لمن قال له: عليك السلام يارسول الله: لا تقل: عليك السلام تحية الموتى إذا سلمت، فقل: سلام عليك يقول الراد: عليك السلام ” وإطلاق التحية والسلام منزل على المتعارف منه، وهو الصيغ الاربع المذكورة عندنا دون غيرها، لاصالة براءة الذمة من وجوب الرد ونحوه من أحكام التحية، هذا.

ولكن الانصاف أن المسألة لا تخلو من إشكال، لاطلاق أدلة التحية والسلاممن غير تقييد في النصوص وإن كان الذي وقع غير الصيغة المزبورة، فان ذلك لا يصلح مقيدا للمطلق، قال في المحكي عن القاموس: ” التحية السلام ” وفي المغرب ” حياه بمعنى أحياه تحية كبقاه بمعنى أبقاه تبقية، هذا أصلها ثم سمي ماحيي به من سلام ونحوه تحية، قال الله تعالى (2): ” تحيتهم يوم يلقونه سلام ” وحقيقة حييت فلانا أي قلت: حياك الله أي عمرك الله ” وعن الطبرسي التحية السلام، قال: حيي يحيي تحية إذا سلم، إلى غير ذلك مما هو ظاهر في كون التحية مطلق السلام، على أن النصوص ظاهرة في وجوب رد السلام، وهذا منه لصدق السلام عليه قطعا، ودعوى التعارف المزبور على وجه تنصرف هذه الاطلاقات جميعها إلى الصيغ المزبورة يمكن منعها، وحينئذ لو سلم بها وجب الرد بمثلها للنصوص السابقة التي لا ينافيها الموثق المزبور بعد تنزيله على ما عرفت فاحتمال عدم جوابها وإن كانت تحية لظهور النصوص في المقام في جواب غيرها من التحية أو وجوب جوابها بالعكس لاطلاق الادلة السابقة لا يخلو من ضعف كما عرفت.

ومن ذلك يعلم حينئذ وجه تردد الخراساني في وجوب رد سلاما وسلام وسلامي

(1) سنن أبى داود – ج 2 ص 644 المطبوعة عام 1371 كتاب الادب باب ” كراهية أن يقول: وعليك السلام ” مع زيادة في الجواهر(2) سورة الاحزاب – الآية 43 الجواهر – 13