پایگاه تخصصی فقه هنر

جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج10-ص284

وأخرى حتى أن قول سلف الامة: السلام عليكم عقيب الصلاة داخل في ضروريات الدين قلت: لو أغضينا عن دليل التأسي وخصوص قوله صلى الله عليه وآله (1): ” صلوا كما رأيتموني أصلي ” وعن عموم ما دل (2) على وجوب الطاعة والانقياد، وعن أصالة الوجوب في كل ما يصدر بيانا للواجب مع عدم اقترانه بما يقتضي الندب لامكن استفادة الوجوب من مجرد الالتزام بذلك على وجه لم يعلم مثله في غيره من المندوبات، خصوصا ولم يرد فيه ما يقتضي عظم الثواب وشدة الترغيب فيه كما ورد في باقي المستحبات التي مع ذلك لم يحافظ عليها الخواص فضلا عن السواد بعض هذه المحافظة، وكيف يسوغ لصاحبالشرع عدم التصريح بالندب والاعلان به مع علمه بفعل جميع أتباعه له بعنوان الوجوب وخصوصا إذا قلنا بفساد الصلاة مع ذلك، بل يظهر منه من الملازمة عليه والامر به ما يغربهم به ويوقعهم بالجهل فيه، حاش لمتدين يتوهم ذلك، بل ليس هذا إلا من التقرير المعلوم حجيته مع قطع النظر عن التأسي بفعله، بل إن لم يكن هذا تقريرا فلا تقرير يمكن أن يستفاد حكم منه، كما أنه إن لم يحصل من هذه السيرة المستمرة في سائر الاعصار والامصار من الخواص والسواد وسكوت العلماء عن النكير على اعتقاد الوجوب من الصلاة، مع أنه تدور عليه أحكام عديدة منها أحوال السهو والشك وفعل المنافيات وغيرها مما لا يمكن حصره وعده لا ينبغى الالتفات بعد إلى سيرة أو إجماع أو ضرورة.

وأما القول فمنه نصوص التحليل، ففي الكافي مسندا إلى القداح (3) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ” افتتاح الصلاة الوضوء، وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم ” وفى الفقيه (4) قال أمير المؤمنين (عليه السلام)

(1) صحيح البخاري ج 1 ص 124 و 125 (2) سورة آل عمران – الاية 29 (3) و (4) الوسائل – الباب – 1 – من أبواب التسليم – الحديث 1 –