جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج10-ص206
ما رواه في الكافي عن علي بن محمد (1) باسناده سئل أبو عبد الله (عليه السلام) ” عمن بجبهته علة لا يقدر على السجود عليها قال: يضع ذقنه على الارض ان الله تعالى يقول: ويخزون للاذقان سجدا ” ضرورة إرادة ما يعم الجبينين من الجبهة ولو لما سمعته.
وكيف كان فلا ترتيب بين الجبينين للاصل وعدم اقتضاء شئ مما ذكرناه ذلك خصوصا بعد عدم إرادة الجبينين من الحاجب في الموثق المزبور (2) فليس حينئذ إلا الرضوي المعبر فيه بالقرن كالصدوقين، وهو ليس حجة عندنا، بل مقتضى إطلاق الموثق المزبور بناء على ما ذكرناه فيه كنصوص الجبهة (3) أو تحديد محل السجود عدم ذلك، ولعله إلى ذلك أشار في الذخيرة بالاستدلال باطلاق الخبر، فما عن الصدوقين من الترتيب في غاية الضعف وإن مال إليه بعض متأخري المتأخرين ممن لا يبالي باعراض الاصحاب مع قوله بحجية الرضوي وتفسيره الموثق بارادة الجبين من الحاجب.
وعلى كل حال (فان كان هناك مانع) عن السجود على شئ
بلا خلاف معتد به أجده فيه، بل لا يبعد كونه إجماعيا كما في مجمع البرهان لخبر محمد بن علي السابق المنجبر بالشهرة العظيمة، بل في المعتبر أن عليه العمل كما أن في المدارك الاجماع على مضمونه، وللموثق السابق أيضا، بل هما معا كشفا عن دلالة الاية (4) أيضا على ذلك وإن كان لولاهما لامكن المناقشة في استفادة هذا المعنى منها، ضرورة إرادة الوجوه من الاذقان كما في تفسير القمي، لانها أول ما تباشر الارض، أو الخر للاذقان سجدا على الوجوه، لانه من المعلوم إرادة المدح بذلكلمن أوتي العلم من المؤمنين، وسجودهم كان على الوجوه لعدم الاضطرار كما هو واضح،
(1) و (2) الوسائل – الباب – 12 – من أبواب السجود – الحديث 2 – 3 (3) الوسائل – الباب – 8 و 9 – وغيرهما من أبواب السجود (4) سورة الاسراء – الاية 108