جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج10-ص126
طويل (1): ” إن زنديقا قال له: أفيصلح السجود لغير الله ؟ قال: لا، قال: فكيف أمر الله الملائكة بالسجود لادم ؟ فقال: إن من سجد بأمر الله فقد سجد لله، فكان سجوده لله إذا كان عن أمر الله ” وعن مجمع البيان في قوله تعالى (2): ” وخروا لهسجدا ” قيل: إن السجود كان لله شكرا له كما يفعل الصالحون عند تجدد النعم، والهاء في قوله تعالى ” له ” عائدة إلى الله، فيكونون سجدوا لله وتوجهوا في السجود إليه كما يقال صلى للقبلة، وهو المروي (3) عن أبي عبد الله (عليه السلام) وفي المحكي عن تفسير علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يحيى بن اكثم (4) ” ان موسى بن محمد سئل عن مسائل فعرضت على أبي الحسن علي بن محمد (عليهما السلام) فكان منها أن قال له: أخبرني عن يعقوب وولده أسجدوا ليوسف وهم أنبياء ؟ فأجاب أبو الحسن (عليه السلام) سجود يعقوب وولده لم يكن ليوسف، انما كان ذلك منهم طاعة لله وتحية ليوسف، كما أن السجود من الملائكة لادم كان طاعة لله وتحية لادم، فسجود يعقوب وولده شكرا لله لاجتماع شملهم، ألا ترى أنه يقول في شكر ذلك الوقت رب قد آتيتني من الملك ” الاية (5) وفي المحكي عن تفسير العسكري (6) عن آبائه عن النبي (عليهم الصلاة والسلام) قال: ” لم يكن سجودهم يعني الملائكة لادم، انما كان آدم قبلة لهم يسجدون نحوه لله عز وجل، وكان بذلك معظما مبجلا، ولا ينبغي أن يسجد لاحد من دون الله يخضع له كخضوعه لله، ويعظمه بالسجود له كتعظيم الله، ولو أمرت أحدا أن يسجد هكذا لغير الله لامرت ضعفاء شيعتنا وسائر المكلفين من شيعتنا أنيسجدو لمن توسط في علوم علي وصي رسول الله (عليهما الصلاة والسلام) ومحض
(1) و (3) و (4) و (6) الوسائل – الباب – 27 – من أبواب السجود – الحديث 4 – 5 – 6 – 7 (2) و (5) سورة يوسف – الاية 101 – 102