جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج9-ص394
في كلامه ويترسل إذا فصل بعضه من بعض، وسادس بحسن التأليف، والجميع كما ترى متقارب جدا، فما عن مجمع البيان – رتله: أي بينه بيانا أو اقرأ على هنيئتك، وقيل معناه ترسل فيه ترسلا، وقيل: معناه تثبت فيه تثبيتا، وروي عن أمير المؤمنين (ع) (1) (بينه بيانا) إلى آخر الخبر السابق، وروى أبو بصير (2) عن أبي عبد الله (ع) (هو أن تتمكث فيه وتحسن به صوتك) فيه ما لا يخفى، أللهم إلا أن يريد ذكر خصوص الالفاظ التي ذكرت في تفسيره لا أنه مستظهر منهاالخلاف في معناه، ضرورة اتحاد المراد منها جميعها بل وعبارات الفقهاء، وإن فسره في المنتهى والمحكي عن المعتبر ناقلا له عن الشيخ بتبيين الحروف من غير مبالغة، وفي المحكي عن نهاية الاحكام والتذكرة ببيان الحروف وإظهارها، وبأن لا يمده بحيث يشبه الغناء، وكأنهما أرادا بذلك الاشارة إلى البغي في كلام الجوهري، وفي المحكي عن إرشاد الجعفرية بتبيين الحروف وإظهارها، والجميع كما ترى متحد مع اللغة حتى في ألفاظ التفسير.
ولقد أجاد في المدارك في تفسيره له بالترسل والتبيين وحسن التأليف مشيرا بالجمع المزبور إلى اتحاد المراد من هذه الالفاظ، بل الظاهر ذلك حتى مما ذكره في الذكرى وفوائد الشرائع، وعن تعليق النافع من تفسيره بحفظ الوقوف وأداء الحروف، ضرورة إرادة البيان من الاداء كما عبر به في المحكي عن المفاتيح تبعا للمروي عن أمير المؤمنين (ع) أو في إحدى الروايتين عنه، كما أن التعبير بالاداء تبعا للمروي عن ابن عباس، وفي فوائد الشرائع أي كمال الاداء، وفي جامع المقاصد المراد بالتبيين المأخوذ في تعريف الترتيل ما زاد على القدر الواجب من التبيين.
فعلم من ذلك كله اتحاد المراد من البيان والاداء، وقد يراد ما يشمل الوقوف
(1) و (2) الوسائل – الباب – 21 – من أبواب قراءة القرآن – الحديث 1 – 4