پایگاه تخصصی فقه هنر

جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج9-ص375

به بعض الحشوية المخلطة في عصرنا وما قاربه، كما أن بعضهم أيضا واظب على الجهر بالقراءة في الاخيرتين للامام المعلوم عند الامامية بطلانه كما عرفته سابقا، وكان الذي أوهمه ما ورد (1) أنه ينبغي للامام أن يسمع من خلفه كل شئ يقوله، ونحوه مما هوظاهر عند من له أدنى درية في استماع ما يجوز الجهر فيه، وأنه مساق لبيان خصوص الاسماع للمأمومين لا لاصل جواز الجهر وعدمه، لكن هذا – مضافا إلى ما في النفس من السوء الذي يدعو إلى محبة الخلاف، وأنه جاء بما غفل عنه الاصحاب منضمين إلى الجهل المحض وعدم المعرفة بالفقه دعاه إلى هذه البدعة وغيرها من البدع القبيحة إجار الله المذهب منها ومن أهلها.

نعم الانصاف أنه لا يخلو جميع ما ذكرناه بالنسبة إلى التسبيح من المناقشة، خصوصا بناء على المختار من عدم حجية كل ظن حصل للمجتهد، ومن أن اسم العبادة للاعم القاضي بأن ما شك في اعتباره فيها يحكم بعدمه، ولعله لذا أو لغيره لم يرجح بين القولين في المحكي عن المهذب وغاية المرام وكشف الالتباس، بل اختار التخيير في التذكرة والحدائق، بل حكاه في مصابيح العلامة الطباطبائي عن صريح السرائر أيضا وظاهر نهاية الاحكام والتحرير والمحرر والموجز وغاية الايجاز ومصباح المبتدي وبحار الانوار والكفاية والذخيرة، بل هو ظاهر المدارك والمحكي عن الحديقة والمسالك الجامعية وإن قيل فيهما: إن الاخفات أحوط، بل لعله أيضا ظاهر التنقيح وإن قال فيه: الاولى الاخفات فيه، لانه أشد يقينا للبراءة، بل لعله ظاهر كل من اقتصر علىذكر القراءة في الجهر والاخفات كما سمعته سابقا، بل في المحكي عن البحار – بعد الحكم بأن التخيير أقوى – وتدل بعض الاخبار ظاهرا على رجحان الجهر ولم أر به قائلا، وفي مفتاح الكرامة وجدت في هامش رسالة تلميذ ابن فهد أن بعض الاصحاب ذهب

(1) الوسائل – الباب – 52 – من أبواب صلاة الجماعة – الحديث 3