پایگاه تخصصی فقه هنر

جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج9-ص155

إلا لان النية فيها كالنية في غيرها من أفعال العقلاء، وقولهم (ع) (1): (انما الاعمال بالنيات ولكل امرى ما نوى) إن لم يكن فيه دلالة على ما قلناه من صدق النية على القصد الخالي عن الاخلاص فلا دلالة فيه على خلافه كما هو واضح.

نعم يعتبر الاخلاص في العبادة الذي هو عبارة عن وقوع الفعل بقصد الامتثالللسيد المنعم باعتبار ما قام في النفس ودعاها إلى الفعل من الالطاف ورجاء الثواب ودفع العقاب، وهو أمر آخر خارج عن النية التي هي بمعنى القصد للفعل الذي لو كلف الله بالفعل بدونه لكان كالتكليف بما لا يطاق، ضرورة خروج صدور الفعل مع الغفلة عن القدرة، ولذا قبح تكليف الغافل ونحوه، أما هو ففي غاية الصعوبة في بعض العبادات، لاحتياجه إلى الرياضة التامة القالعة للقوى النفانسية وآثارها من حيث الشهرة والرئاسة وغيرهما من الآفات المهلكة والامراض القاتلة، نسأل الله العافية منها، وإلا فوجوب القصد المزبور الذي يخرج به الفعل عن كونه فعل غافل ضروري في المعاملة، فضلا عن العبادة التي من مقوماتها تعلق الامر بها، والاجتزاء ببعض الافعال من الغافلين – كحفر القبر ونقل الميت ونحوهما الدليل الخاص الظاهر في أن المراد وجودها في الخارج كيفما كان وإن لم يعد مثله امتثالا وطاعة – غير قادح في قاعدة اعتبار القصد في كل فعل تعلق به حكم شرعي بناء على ثبوتها وإن كان إقعادها في سائر الافعال التي منها حيازة المباحات وتفرق المجلس في الصرف لا يخلو من نظر، أما العبادات فلا إشكال في اعتبار القصد فيها، لعدم صدق الامتثال والطاعة بدونه، واعتبارهما في كل أمر صدر من الشارع معلوم بالعقل والنقل كتابا وسنة بل ضرورة من الدين، بل لا يصدقان إلابالاتيان بالفعل بقصد امتثال الامر فضلا عن مطلق القصد، ضرورة عدم تشخص الافعال بالنسبة إلى ذلك عرفا إلا بالنية، فالخالي منها عن قصد الامتثال والطاعة

(1) الوسائل – الباب – 5 من ابواب مقدمة العبادات – الحديث 10